أطلقها في الصباح بين الزهور لتشدو كالبلابل بتسابيحك وترانيمك!!)
حنين
إيه أيها القدر العاتي! لقد حجبها القبر عني فما اكتأبت. ولكن أبت إرادتك إلا أن تبقى ساقية حبها سارية في أودية قلبي لا ينضب لها معين، ولا ينقطع لها خرير
ولكن الزمن قاس جداً، فهو لا يحنو على النفوس المعذبة. وإنه ليهزأ من ألم القلوب كلما لج بها تذكار الماضي الدفين
آه!! إني أذكر. . . ولكن الحياة كلها نسيان. إنها سريعة الخطى نحو الموت. . . إنها تختفي ولكنها تترك للخيال مرارة الذكرى وتباريح الشوق والحنين
وفي اعتقادي أن هذه المقاطع هي من أروع المناجاة. وأنت إذا قرأت باقي مناجاته ترى رجلاً حائراً مرتعشاً قد شمله ظلام ليل الأسى. فهو يبكي، وهو يرجو (القدر) أن يرحمه في دجى الليل البهيم بخلود ذكرياته الماضية. ويالها من ذكريات رقيقة عارية من أثواب الادعاء والكبرياء، حافلة بمعاني اللوعة والحزن هي ذكريات الشاعر الحنون
والحقيقة أنك لا تكاد تقرأ هذه المناجاة حتى تجري الدموع من عينيك ويغمرك سكون رهيب طافح بالجبن والكآبة، وحتى يأخذك شئ من اليأس والسخط على الحياة والاستمساك بها!!
الشرق والغرب في نظر طاغور
ولطاغور رسالة قيمة يبشر فيها بانتشار السلام والمحبة بين الناس على اختلاف مشاربهم ومنازعهم وميولهم. وهذا لعمري عمل جليل يدل على عظمة هذا الشاعر الجبار. فهو رجل عالمي جامع، وبخلاف (كتابنا وشعرائنا) الذين يكتبون للدين والأحزاب والجنسية أو لفئة جاهلة متعصبة من الناس. . . ومن المضحك أن هؤلاء الأدباء المزيفين الذين يقلقون الشرق العربي بكتاباتهم وأشعارهم ينعون على البشرية عدم اكتراثها بهم. . .
لقد قرأت كثيراً من مؤلفاته. ففي كتابه - سيد هانا - يتغنى بالمحبة ويدعو الناس إلى اعتناقها. ولطالما نادى بتوثيق عرى الحب ليعيش العالم في سعادة وهناء. ومن قوله:
(إذا كانت الأمهات يلدن والقبور تبتلع، فلماذا الحروب والثورات التي تدمي فؤاد الإنسانية