الظاهر لإعزاز دين الله، فابنه المستنصر بالله، فابنه المستعلي بالله، فابنه الآمر بأحكام الله. ثم نقل الخليفة الآمر بأحكام الله سرير الملك (العرش الخلافي) من الإيوان الكبير إلى قاعة الذهب، فحلت مكان الإيوان من ذلك الحين في إجراء الرسوم الخلافية العظيمة؛ وكان الاحتفال بالبيعة عامّاً يشهده رجال الدولة وأكابر الجند والأعيان وأفراد الشعب، ويبدأ بأخذ البيعة للخليفة الجديد قاضي القضاة وأعضاء الأسرة الفاطمية وأكابر رجال الدولة والقصر، ويسلمون عليه بسلام الخلافة وصيغته (السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته) ثم يقبلون له الأرض؛ وإذا وافق جلوسه يوم عيد، خرج الخليفة في موكبه إلى الصلاة، كما حدث عند تولية الظاهر لإعزاز دين الله حيث وافق جلوسه يوم النحر (عيد الأضحى) فأخذت له البيعة، ثم خرج إلى صلاة العيد، وعلى رأسه المظلة وحوله العساكر، وصلى بالناس، ثم عاد إلى القصر، فكتب بخلافته إلى سائر الأنحاء.
وكان للعرش الفاطمي عدة من الذخائر والآلات الملوكية كانت آية في الفخامة
والبهاء والبذخ، من ذلك سرير الملك، أو العرش الذي يجلس عليه الخليفة يوم توليه الملك، ثم بعد ذلك أيام المواكب والاستقبالات الرسمية. ويقول مؤرخ معاصر في وصفه:(إن وزن ما استعمل من الذهب الابريز الخالص في سرير الملك الكبير مائة ألف مثقال وعشرة آلاف مثقال، ووزن ما حلي به الستر الذي أنشأه سيد الوزراء أبو محمد اليازوري من الذهب أيضاً ثلاثون ألف مثقال، وأنه رصع بألف وخمسمائة وستين قطعة جوهر من سائر ألوانه. وذكر أن في الشمسية الكبيرة ثلاثين ألف مثقال ذهباً، وعشرين ألف درهم مخرقة، وثلاثة آلاف وستمائة قطعة جوهر من سائر ألوانه وأنواعه، وأن في الشمسية التي لم تتم من الذهب سبعة عشر ألف مثقال) والى جانب العرش يوجد تاج الخليفة أو التاج الشريف، وهو تاج يضعه الخليفة على رأسه في الموكب والأيام العظام، وبه جوهرة عظيمة تعرف باليتيمة زنتها سبعة دراهم، وحولها جواهر أخرى دونها؛ وقضيب الملك، وهو عود طوله شبر ونصف ملبس بالذهب مرصع بالدر والجواهر يحمله الخليفة بيده في المواكب العظام؛ والسيف الخاص، يحمل مع الخليفة في المواكب العظام أيضاً؛ وله أمير من أعظم الأمراء يحمله عند ركوب الخليفة؛ ومنها المظلة التي تحمل على رأس الخليفة عند ركوبه، وهي قبة فاخرة ملبسة في أنابيب الذهب، وحاملها من أعظم الأمراء؛ والرمح والدواة، والدرقة،