للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وتحطم هجوم الجنرال فرانكو على مدريد ولقي الثوار أكثر من هزيمة شديدة أمام العاصمة ومزقت الوحدات الإيطالية في وادي الحجارة شر ممزق؛ وعندئذ فكر الحلفاء في مهاجمة ناحية أخرى من الجبهة الجمهورية، فنظم فرانكو هجومه على بلاد الباسك منذ أكثر من شهرين، حاول أن يطوقها من البر والبحر؛ ولكن قوات الباسك خيبت آمال الهاجمين، وردتهم غير مرة، وأنتقم فرانكو وحلفائه من الجمهورية الصغيرة الباسلة بتخريب بلادها وضياعها، وأحرق الطيارون الألمان المدن والقرى الباسكية من الجو بطريقة وندالية أثارت سخط العلم المتمدن وكان فرانكو يقدر أنه بحصار بلباءو من البحر يمهد لافتتاحها بسرعة وأنه كما حدث من الهجوم على مالطة يستطيع الاعتماد على معاونة الغواصات الإيطالية، ولكن إنجلترا التي خشيت على مصالحها ومناجمها العظيمة في هذه المنطقة بعثت بوارجها الكبرى إلى مياه بلباءو، وأنكرت حق حكومة فرانكو في محاصرتها وخرقت السفن الإنكليزية الحصار وأمدت المدينة المحصورة بالأطعمة، وعاونت على إخلائها من غير المحاربين؛ ومازالت قوات الباسك تصمد للمهاجمين وتكبدهم أفدح الخسائر، وأن كان في الأنباء الأخيرة ما يدل على أن بلباءو قد لا تستطيع المقاومة طويلاً.

قلنا أن الفاشستية الإيطالية تزعم أنها لن تتخلى عن الجنرال فرانكو حتى يحرز النصر النهائي، وتزعم إيطاليا وألمانيا معاً أنهما لن تسمحا، بإقامة حكومة بلشفية في أسبانيا تهدد السلام في غرب أوربا؛ وهما تصفان حكومة أسبانيا الجمهورية بالحكومة البلشفية لأنها تستمد العون من حكومة موسكو، وتلك دعاية مغرضة كما أسلفنا في فرص سابقة، فالجبهة الأسبانية الجمهورية هي جبهة الشعب الأسباني التي تحاول الفاشستية تحطيمها على يد الجنرال فرانكو، وإذا كان في الجبهة الجمهورية عنصر شيوعي فهو أقلية سياسية، كما هو الشأن في معظم الدول الديمقراطية؛ وإذا كانت الجبهة الجمهورية تعتمد على مؤازرة روسيا السوفيتية، فلأنها الدولة الوحيدة التي سارعت لنجدتها في محنتها، ولأن روسيا ليست لها مطامع استعمارية في أسبانيا بل يحدوها إلى هذا العون معركة المبادئ والمثل، فهي في أسبانيا تضرب الفاشستية ألد وأخطر خصومها على أنه إذا كانت الفاشستية تزعم أنها لن تتخلى عن فرانكو حتى يحرز النصر النهائي، فإن السياسة البريطانية من جهة أخرى تبدي صراحة أنها لن تسمح بانتهاك استقلال أسبانيا أو الاعتداء على سلامة أراضيها؛ ٍوهذا ما

<<  <  ج:
ص:  >  >>