وفتحت الحياة المحبوبة عينيها فحسبتني عدت إلى التدهور في الهاوية البعيدة القرار)
هذا ما يتغنى زارا به وما انتهى الرقص وتوارت الصبايا عن أبصاره حتى تملكه حزن عميق فقال: لقد اختفت الشمس وترطب المرج وقد بدأ الغاب يرسل لفحاته الباردات. أن شيئاً مجهولاً يدور حولي ويحدجني قائلاً: - ألم تزل على قيد الحياة، يا زارا؟ ولماذا أنت حي بعد؟ وما هي فائدة هذه الحياة؟ ما هو مصدرك وإلى أين مصيرك أفليس من الجنون أن تبقى في الحياة؟
ويلاه، أيها الصحاب، أن ما يتناجى فيّ إنما هو الغسق فاغتفروا لي شجوني. لقد جاء المساء فاغتفروا لي قدوم المساء. . .
هكذا تكلم زارا. . . . . .
الكهنة
وتمثل زارا مرور رهط من الكهنة أمامه، فقال لأتباعه: هؤلاء هم الكهنة؛ فعليكم - وإن كانوا أعدائي - أن تمروا أمامهم صامتين وسيوفكم ساكنة في أغمادها فإن بينهم أبطالاً ومنهم من تحملوا شديد العذاب فهم لذلك يريدون أن يعذبوا الآخرين.
إنهم لأعداء خطرون، وما من حقد يوازي ما في اتضاعهم من ضغينة، وقد يتعرض من يهاجمهم إلى تلطيخ نفسه. ولكن بيني وبينهم صلة الدم وأنا أريد أن يبقى دمي مشرفاً حتى في دمائهم.
وعاد زارا يتمثل أنهم مروا وانصرفوا، فشعر بألم شديد قاومه لحظة حتى سكن روعه، فقال: - إنني أشفق على هؤلاء الكهنة، وأنا لا أزال أنفر منهم ولكنني تعودت الإشفاق مرغماً نفوري منذ صحبت بني الإنسان، ومع ذلك فأنا أتألم مع هؤلاء الكهنة لأنهم في نظري سجناء يحملون وسم المنبوذين في العالم، وما كلبهم بالأصفاد إلا من دعوه مخلصاً لهم، وما أصفادهم إلا الوصايا الكاذبة والكلمات الوهمية، فمن لهؤلاء من يخلصهم من مخلصهم. . .
لقد لاحت لهؤلاء الناس جزيرة في البحر على حين ثارت عليهم زوبعة فنزلوا إليها فإذا هم على ظهر تنين نائم على العباب
وهل من تنين أشد خطراً على أبناء الحياة من تنين الوصايا والكلمات الوهمية وقد كمن