فيها المقدور طويلاً حتى حان وقت انتباه التنين؟ وهاهو يهب مفترساً جميع من بنوا مساكنهم على ظهره.
انظروا إلى المساكن التي بناها هؤلاء الكهنة، وقد أسموها كنائس وما هي إلا كهوف تنبعث روائح التعفن منها. وهل للروح أن ترتفع إلى مستواها تحت لآلاء هذه الأنوار الكاذبة وفي هذا الجو الكثيف، حيث لا يسود إلا عقيدة تصم الناس بالخطيئة وتأمرهم بصعود درجات الهيكل زحفاً على الركب
أنني لأفضل أن أنظر إلى اللحظات الفاحشة من أن أرى هذه العيون أطبقت أجفانها معلنة خشوعها واستغراقها.
من ذا الذي اخترع هذه الكهوف وهذه الدرجات يرقاها النادمون زاحفين، أهي من إيجاد من استحيوا من صفاء السماء فلجئوا إلى الاستتار؟
لن أعود بقلبي ألج مساكن هذا الإله إلا إذا انثلمت قبابها واخترقتها نور السماء الصافية لتتكشف عن الشقائق الحمراء النابتة على جدرانها المتهدمة.
لقد أراد هؤلاء الكهنة أن يعيشوا كأشلاء أموات فسربلوا جثثهم بالسواد فإذا هم ألقوا مواعظهم انتشرت منها رائحة اللحود.
إن من يجاور هؤلاء الناس فكأنما هو ساكن على ضفة الأنهار السوداء حيث لا يسمع إلا نقيق الضفادع الحزين
ليسمعني هؤلاء الناس نشيداً غير هذا النشيد لأمرن نفسي على الاعتقاد بمخلصهم، إذ لا يلوح لي أن أتباع هذا المخلص قد ظفروا بالخلاص.
لكم أتمنى أن أراهم عراة، وهل لغير الجمال أن يدعو الناس إلى التوبة، ولكنهم عبارة عن فجائع مستترة لا يسعها أن تجتذب إلى الإيمان أحداً.
والحق، أن مخلصي هؤلاء الكهنة أنفسهم لم ينحدروا من سماء الحرية وما وطئوا مسالك المعرفة قط، فما كانت حكمتهم إلا نسيجاً ملأته الخروق رقعوه بما أوجد جنونهم من آلهة. لقد أغرقتهم حكمتهم في بحيرة الإشفاق فهم كلما زفروا فيها أرسلوا بجثة عظمى تطفو على سطحها.
ولقد زعق هؤلاء الرعاة بقطعانهم فمضت متدافعة إلى فجوة واحدة وقد علا صراخها كأن