للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أما إذا كان هذا مقدار النقص الذي نحسه في مراجعنا العربية في مسائل هي أكثر المسائل مساساً بتاريخنا، فكيف بنا إذا أراد أحدنا أن يتخذ من الكتب العربية مرجعاً لدرس تاريخ الاستكشاف الجغرافي وعلاقة ذلك بتاريخ الاستعمار الأوربي، أو التاريخ السياسي لدول أوربا في القرن التاسع عشر، أو أثر الحروب الأوربية في تكوين التصور السياسي الجديد في القرن العشرين؟

تشعرنا هذه الحقائق بأن أدبنا ناقص، وأن علمنا ناقص، وأننا مصدودون عن البحث بصواد ليس لنا من يد في دفعها ونحن اكثر شعوراً بذلك إذا أردنا أن نؤلف في تاريخ العلم الحديث أو في تاريخ الفكر عامة أو في تاريخ الفنون أو الفلسفة.

مثل الظرف التي تجتازه ثقافتنا، قد اجتازته من قبل أمم عديدة. والعرب في العصر العباسي، وأوربا في حدود القرون الوسطى، أقرب ما نمثل به، على أن احتياجنا إلى الكتب التي ندرس فيها شتى موضوعات الأدب والفن، ونكمل بها عدتنا في اللغة العربية، ينبغي أن لا يقتصر على كتب المراجع وحدها بل يجب أن يتعدى إلى الأمهات المؤلفة في مختلف الموضوعات، ففي تاريخ اليونان مثلاً تدعونا الحاجة إلى أن ننقل إلى جانب المؤلفات القديمة مؤلف جورج جروت مثلا، وفي تاريخ الرومان نضطر إلى نقل كتاب ممزن الذي حلل الحياة الرومانية اجتماعياً واقتصادياً وكتاب انحلال القيصرية الرومانية الذي يبحث الأسباب السياسية التي أدت إلى ذلك الانحلال. كذلك ينبغي لنا أن ننقل إلى العربية كل المراجع التي تعالج تاريخ الفكر وثورات العقل وأن لم نلم بكل ما يتاح لنا الإلمام به من المظان التي توسع من أفق العلم بأخبار الأمم وحالاتها وأسباب ارتفاعها وسقوطها

أضف إلى ذلك أن أدبنا تنقصه المعاجم الكثيرة، فهل يمكن لأديب باحث أو عالم متفرغ للعلم أن يستكمل عدة البحث بغير معاجم قريبة التناول سهلة الأسلوب؟ وإذا أردت أن تعرف مقدار افتقارنا إلى المعاجم فانظر هل في مراجعنا شيء من المعاجم الآتية: -

(١) معجم لغوي تاريخي

(٢) معجم اصطلاحي لمفردات العلوم

(٣) معجم لغوي عام

<<  <  ج:
ص:  >  >>