كانت طبقات الشعب الهندي في عهد البراهمية الأولى أربعاً، أولاها البراهمية وهم الكهنة ثانيتها (كساتريا) ويسميها البيرتي (كشتر) وهي طبقة الجند، ثالثتها طبقة الفيسيا يسمها البيروني (بيسن) وهي طبقة العمال وأصحاب المهن والزراع، رابعتها سودرا ويسميها البيروني (سودر) وهي طبقة الأرقاء، ومما جاء في كتاب البيروني عن هذه الطبقات قوله:(وهذه الطبقات في أول الأمر أربع، علياها البراهمة قد ذكروا في كتابهم أن حلقتهم من رأس براها وأن الاسم كناية عن القوة المسماة طبيعية، والرأس علاوة الحيوان فالبراهمة نقاوة الجنس، ولذلك صاروا عندهم خيرة الأنس، والطبقة التي تتلوهم (كشتر) خلقوا بزعمهم من مناكب براهم ويديه، ورتبتهم عن البراهمة غير متباعدة جداً، ودونهم (ييش) ثم (شودر) خلقوا من رجلي براهم. وهاتان المرتبتان الأخيرتان متقاربتان)
كتابهم الأول المقدس - الفيدا
ليست (الفيدا) كتاباً هندياً أصلياً وإنما هي كتاب (أندروآرى) حمل الفاتحون عناصره معهم إلى وادي (البنجاب) المفتوح حيث فرضوا تعاليمه على الوطنيين فرضاً. وإذاً فهو لا يمثل العقلية الهندية ولا يصور المدنية القديمة التي كانت زاهرة في تلك البلاد قبل وجوده فيها بأكثر من خمسة عشر قرناً كما أسلفنا، بل بالعكس كثيراً ما يجد فيه القارئ صورا عقلية واجتماعية هي على طرفي نقيض مع الصور التي اكتشفها الأثريون حديثاً للهند المحلية الغابرة، وفوق ذلك هو مكتوب باللغة (السانسكريتية) التي لم تكن معروفة عند الهنود الأصليين من غير شك والتي هي لغة الآريين وحدهم.
غير أن هذا الكتاب لا يزال هو أقدم المستندات العلمية المعتمدة في تاريخ الديانة الهندية، وسيظل كذلك - رغم يقيننا بأجنبيته - حتى يكشف علماء العاديات ما يحل محله في هذه الأولوية من الكتب المقدسة القديمة.
ولا يعرف المؤرخون بالضبط متى جمعت (الفيدا) وإنما كل الذي ثبت لديهم هو أن بعض أناشيدها يرجع إلى القرن الخامس عشر قبل المسيح، وأن صيرورة هذا الكتاب إلى ما هو عليه الآن قد استغرقت عدة قرون، ويرجح بعض العلماء أنه قد جمع في القرن الثاني عشر