- نعم هذا كل شيء، مؤقتاً ولكنني أعلمك بأن (مسيو شارنو) مغيظ جداً ومن المناسب والمستحسن أن تعتذر له عن الخطيئة التي اقترفتها.
- مسيو شارنو!؟. .
- نعم المسيو شارنو عضو المؤسسة العلمية الذي كان يقرأ الكتاب الأثري.
وتساءلت في نفسي عن هذا القارئ الخطير. . . يا الهي!. . أيكون المسيو شارنو هذا الذي تكلم لي عنه المسيو فلامارون رئيس لجنة التدقيق في أطروحتي؟ أنهما زميلان إذن إحداهما عضو مجمع العلوم السياسية والمعنوية والثاني عضو معهد دراسة النقوش والفنون الجميلة.
شارنو!. . شارنو!. . أجل ولا يزال جرس هذه الكلمة يطن في أذني ولا سيما في المرة الأخيرة عندما قال لي أستاذي: أنه (أي شارنو) صديقي الحميم من معهد الفنون والآثار. وأحسست بأن خطراً يتهددني في شهادتي وامتحاناتي ونزلت إلى أعماق نفسي أتحسس غوامضها فإذا بي في مأزق حرج ما أهتدي إلى الخروج منه، وأن الخوف يتسرب إلي من جهتين اثنتين:
أولاً - لا أعلم ماذا ينتظرني من الجزاء والعقوبة للكلمة التي فاه بها القيم عندما استكتبني اسمي وكنيتي. وثانياً - أخشى أن يفسد علي هذا العالم (شارنو) عطف أستاذي فلامارون لانتهاكي حرمة الكتاب الذي كان يقرأه، هذا إذا كان نزقا غضوباً كما ظهر لي عند وقوع الحادث المشئوم.
وهل يجب أن أعتذر للمسيو شرنو؟ وأي الأعذار أقدمها له؟ وهل أنا لوثته حتى أسرع إلى الاعتذار؟ أم أن هذا من حق الكتاب الذي احتمل اعتدائي؟ أن المسيو سالم مما لحق بالكتاب وليس على قميصه أو أثوابه شيء من الحبر أو اللطوخ، فلماذا أذن يأخذني بهذه الحدة وهذا الغضب؟. . ولكنني سأقول له:
- سيدي أنا أسف جداً لأنني عكرت عليك الصفو في أبحاثك العلمية. أن كلمة أبحاثك