خاوية. وقد انحدرت الشمس فغابت في عينها الحمئة السحيقة. وما أجَّل لهذا المخلوق في الحياة بعد هذا كله إلا استيقاظه نفسية، سرعان ما تبخرت معها فكرة الثورة على النظام وعلى الطبيعة، وتحركت شفتاي على غير إرادة مني وقرأته السلام
يا لله! هاهو ذا قد نظر إليّ بكامل وجهه، وعيناه تبعثان بصيصاً فيه الرعب والوجل والألم والقسوة والجمود. وأخذ يجاهد جهاد المستميت ليرد تحيتي بأحسن منها، وأخذت الكلمات تخرج من شفتيه غير متماسكة الحروف، فكان فيها مد وغن، وقصر واستطالة، وعوج واستقامة، وإمالة وشمام، ومضت دقائق ما أعرف عددها قبل أن يتم رد السلام: