للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قولهم إن الشاعر الإنجليزي (مارلو) - معاصر شكسبير - انتحل أبياتاً كثيرة ترجمها عن اليونانية في روايته (الدكتور فاوست). أدع كل هذا لأنه كما قلت من التوافه وأثب إلى ملتون الشاعر الإنجليزي المشهور، وأعترف أني لا أحبه وأني ما استطعت في حياتي أن أقرأ له قصيدة مرتين. وأشهر ما لملتون قصيدة (الفردوس المفقود) وأختها (الفردوس المستعاد) والأولى لا الثانية هي التي تقوم عليها شهرته. وهذه يقول النقاد إن من المعروف أنها عبارة عن جملة سرقات من ايسكلاس ودافيد وماسينياس وفوندل وغيرهم. ولكنه لم يكن معروفاً أن الفردوس المفقود كله - موضوعه ومواقفه وعباراته أيضاً - مترجمة ترجمة حرفية عن شاعر إيطالي مغمور غير معروف كان معاصراً لملتون. لم يكن هذا معروفاً حتى اهتدى إليه (نورمان دوجلاس) فقد اتفق له أن عثر على نسخة وحيدة من رواية (ادامو كانوتو) لمؤلفها (سرافينو ديللا سالاندرا) وهذه الرواية وضعت في سنة ١٦٤٧.

وأنا أنقل هنا ما يقوله (نورمان دوجلاس) قال:

سأسوق الآن بلا تمهيد ما يكفي لإثبات أن الفردوس المفقود ليس إلا نقلا وترجمة لهذه الرواية

محور قصيدة سالاندرا هو ما أصاب العالم من جراء العصيان الذي أغري به الإنسان الأول. وهذا هو محور موضوع ملتون

والأشخاص في رواية سالاندرا هم الله، وملائكته، والإنسان الأول والمرأة الأولى والحية وإبليس وزملاؤه. وكذلك في قصة ملتون

وفي فاتحة القصيدة أو التمهيد لها يذكر سلاندرا الموضوع ويتكلم عن الله وأعماله. وكذلك يفعل ملتون

ثم يصف سلاندرا مجلس الملائكة المتمردين وسقوطهم من السماء في منطقة جرداء نارية ويسوق أحاديثهم وكيف أنهم يحقدون على الإنسان ويتفقون على الاحتيال على إسقاطه ويقررون أن يجتمعوا في الهاوية حيث يتخذون التدابير الخليقة أن تجعل من الإنسان عدواً لله وفريسة لجندهم. وكذلك في ملتون

وسالاندرا يجسد الخطيئة والموت ويجعل الموت ثمرة الخطيئة. وكذلك يفعل ملتون

<<  <  ج:
ص:  >  >>