- قلت لا أستطيع. يجب أن تكون الكلمة كلمتي، نعم يجب أن أطاع هنا. . أنا رجل البيت. . أنا رجل البيت.
وقام ثائراً واتجه نحو غرفته ثم لبس ملابسه. وفي أثناء خروجه قالت زوجته:
- تذكر الساعة الثامنة والنصف.
في الساعة الثامنة أخذت نعمات هانم تعد نفسها للخروج فدخلت غرفة الزينة وأمرت حسونة أن يجهز نفسه واختارت لفيفي الفستان الذي ينبغي لها ارتداؤه فقال حسونة:
- قد نلبس ونتعب أنفسنا ولكن أبي قد لا يحضر.
فردت نعمات هانم:(اطمئن)
فما كادت نعمات هانم تتم قولها حتى سمع رنين الجرس فنظر حسونة إلى أمه فرآها تبتسم فابتسم أيضاً.
- أسرعي يا فيفي وافتحي. . إنه جاء
فتحت فيفي الباب فدخل حسن أفندي مسرعاً وما كاد يرى زوجته حتى قال:
- حظكم حسن. . لقد تمكنا من إنجاز كل شيء قبل الثامنة فحضرت لأمتعكم بالسينما. . هيا أسرعوا.
فنظر حسونة إلى فيفي ثم إلى أمه وضحكوا.
وهكذا اثبت حسن أفندي أنه حقاً رجل البيت.
ظهرت نتيجة البكالوريا وكان حسونة من الناجحين فأراد أن يلتحق بكلية من كليات الجامعة فاجتمعت العائلة ودار النقاش والمفاضلة واشتد الجدل بين الوالد المحترم والوالدة المهذبة، وترك حسونة المسكين ولم يأخذ رأيه حتى كرأي استشاري. الأب يرغب في إلحاق ابنه بكلية الهندسة والأم ترغب في أن ترى أبنها طبيباً.