الرابع وهو أمليانوف فقد اختلط بالناس واستطاع الفرار
واعترف ريساكوف بإلقاء القنبلة الأولى، وشرح للمحقق سيرته فذكر أنه طالب بمدرسة المناجم وعضو في حزب (إرادة الشعب)، وأنه يشتغل ببث الدعوة الثورية بين العمال وقدم بعض تفاصيل عن المؤامرة وتدبيرها ولكنه لم يُعرِّف عن أحد من زملائه. وفي ساعة متأخرة من الليل واجهه المحقق بجليابوف، فحياة جليابوف بحرارة؛ ولما علم بمقتل القيصر أبدى ابتهاجه، وقال إنه وإن لم يشترك بنفسه في تنفيذ الحادث بسبب اعتقاله فانه يشترك فيه بكل قلبه، وإنه اشترك في عدة محاولات سابقة لاغتيال القيصر، ولم يمنعه من الاشتراك في قتله سوى مصادفة سخيفة، ولذلك فهو يطلب أن يحاكم مع ريساكوف وسوف يدلي للمحقق بكل ما يثبت مسئوليته.
ولم يمض يوم آخر حتى استطاع البوليس أن يظفر بآثار المرهبين. وفي مساء نفس اليوم هاجم مركزهم في شارع تالينايا فانتحر صاحب الدار وهو ثوري يدعى سابلين قبل دخول البوليس وقبض البوليس على صاحبته المدعوة جسيا هلفمان وضبط لديها بعض القنابل. وقبض في صباح اليوم التالي على ميخايلوف، ولاحظ البوليس في الوقت نفسه أن حانوت اللبان في شارع مالاياسادفيا قد أغلق واختفى صاحباه ففتش الحانوت مرة أخرى فاكتشف فيه سرداباً خفياً يصل حتى منتصف الشارع وقد وضع فيه لغم ثبت بسلك رفيع إلى آلة كهربائية؛ وفي يوم ١٠ مارس استطاع البوليس أن يقبض على صوفيا بيروفسكايا وكانت لا تزال مختفية في العاصمة ترقب الحوادث، فاعترفت في الحال باشتراكها في مقتل القيصر واشتراكها في حادث القطار الملكي.
وهكذا استطاعت الشرطة أن تضع يدها على جميع الجناة ولم يفلت من يدها سوى امليانوف الذي اختفى عقب الحادث ولم يعترف أحد عليه.
- ٣ -
وفي نفس اليوم الذي قبض فيه على صوفيا بيروفسكايا أعني في يوم ١٠ مارس ١٨٨١ وجهت اللجنة التنفيذية لحزب إرادة الشعب إلى القيصر الجديد - اسكندر الثالث - كتاباً ضافياً تستهله بالاعتذار عن مخاطبته في تلك الآونة الدقيقة (إذ يوجد ما هو أسمى من أية عاطفة بشرية وهو الواجب نحو الوطن ثم تقول فيه: