(١) النفس والإلهام والعقل (٢) الدين والضمير الخلقي والوحي (٣) الوجدان النفسي والشعور والإحساس (٤) الروح بأدق معاني الكلمة (٥) الفرافاشي. وهو عبارة عن شبح سماوي هو في نفس الوقت ملك حارس وروح جوهرية، وعلى الجملة هو الإنسان الحقيقي الذي ليس الكائن البشري إلا مظهراً له، وهو وحده الذي يستطيع أن يتصل بأهورامازدا ويحيا في حضرته، ولهذا عند الموت يفني الإنسان كله في هذا (الفرافاشي)
مصير الروح
عندما يموت الميت تظل الروح ثلاثة أيام وثلاث ليال معلقة إلى جانب الجسم، منعمة بنعيمه أو معذبة بعذابه، وفي فجر اليوم الرابع تهب عليها ريح إما معطرة إذا كان الميت خيراً، وإما نتنة إذا كان شريراً فتحملها إلى موضع تلتقي فيه إما بفتاة جميلة، وإما بعجوز مفزعة، وليست الأولى فتاة حقيقية ولا الثانية عجوزاً حقيقية، وإنما هي صورة أعمال الميت، وهي ضميره نفسه الذي سيقوده إلي حيث معبر الحساب والحكم الأخير. وعلى باب هذا المعبر يوجد ثلاثة قضاة بينهم (ميتهرا) وهناك ينصب ميزان توضع في إحدى كفتيه حسنات الميت وفي الأخرى سيئاته. وبناء على صعود إحدى الكفتين يصدر الحكم على مصير هذا الميت.
ويلاحظ أن الثواب والعقاب لم يكونا ينْصبَّان على كل حسنة أو كل سيئة على حدة، بل على مجموعة النوعين، فإذا رجحت الحسنات كفرت السيئات مهما كانت كل واحدة منها في ذاتها جسيمة؛ كما يلاحظ أن الندم والتوبة لم يكونا معتبرين، وأن الغفران في الحساب لا وجود له البتة لأنه مؤسس على العدل لا على الرحمة.
وعلى أثر انتهاء الوزن وصدور الحكم يؤمر المحاسب بالمرور فوق هذا المعبر أو الصراط الممتد فوق الجحيم، الذي يتسع أمام الأخيار ويضيق حتى يكون أدق من الشعرة وأحد من الشفرة أمام الأشرار.
فهؤلاء الأخيرون يهوون في جحيم مظلم ظلاماً كثيفاً إلى حمو يستطاع معه لمسه باليد، فإذا هوَ وافي الجحيم كانوا متزاحمين كأنهم كمية من الشعر في مَعْرَفة حصان، ومع ذلك فكل واحد منهم يشعر في وسط هذا الزحام بوحدة قاسية وعزلة ممضة.
أما الأخيار، فيذهبون إلى النور حيث يستقبلهم (أهورمازدا) بعد أن يمروا في وسط العمل