قيامها بأي عمل إيجابي، وميخايلوف فأنه أعترف بانتمائه إلى فرقة المرهبين ولكنه أنكر اشتراكه في تنفيذ الجريمة.
وكان اعتراف جليابوف بالأخص رناناً مؤثراً؛ فذكر أنه عضو في اللجنة التنفيذية وأنه أنضم إلى الحزب نزولاً على إيمانه وعقيدته، وأنه وهب حياته منذ أعوام لخدمة قضية الحرية. ثم قص في بلاغه وقوة على المحكمة تاريخ أعمال اللجنة التنفيذية وما دبرته من مختلف المشاريع لإزهاق القيصر، وأعترف بأنه هو الذي دبر مؤامرة أول مارس، وأنه هو الذي أختار المنفذين لها من بين المتطوعين الفدائيين، ولكنه حاول جهده أن يبرئ ميخايلوف من تهمة الاشتراك.
وسمعت المحكمة عدة شهود من الشرطة وحجاب المنازل التي كان يتردد عليها المتهمون وعدداً كبيراً من الضباط والمخبرين الذين شهدوا مصرع القيصر، وبعض زملاء ريساكوف وأساتذته، فنوهوا جميعاً بذكائه ورقة خلاله، وسمعت تقارير الخبراء عن خواص القنابل والمفرقعات التي استعملت في الجريمة ووقفت المحكمة بذلك على كثير من تفاصيل الحادث وسير الحركة الثورية.
وألقى النائب مورافييف ممثل الاتهام مرافعة قوية عنيفة، فقدم المتهمين في صورة مجرمين من أروع طراز، وأبالسة من البشر ظمئين إلى الدم، وحمل على الحركة الثورية وعلى مثلها ودعاتها بشدة، وقال إن هؤلاء القتلة لا محل لهم بين مخلوقات الله وإنهم من عناصر الهدم والفوضى يُعَبدون طريقهم بالقتل، وإن الوطن الروسي الذي خضبوه بدم القيصر الثمين قد عانى كثيراً من أعمالهم، فعلى روسيا أن تصدر حكمها عليهم في شخص هذه المحكمة وليكن مصرع أعظم الملوك خاتمة حياتهم الإجرامية.
ثم جاء دور الدفاع؛ وكان الدفاع مهمة شاقة أمام هذا القضاء المسير وهذه المحكمة التي عقدت لأداء مهمة معينة. وكان شاقاً بالأخص أمام اعتراف المتهمين الشامل؛ ولم يكن للبواعث المعنوية والمثل العليا اعتبار في هذا الجو الخانق. ومع ذلك فقد قام الدفاع بمهمته التقليدية، فتولى الأستاذ أونوفسكي الدفاع عن ريساكوف وصور للمحكمة عقلية المتهم الفتية الساذجة ورجا المحكمة أن تراعي في تقديرها لجرمه حداثة سنه واضطراب أعصابه. ودافع الأستاذ خارتولاري عن ميخايلوف ففند أدلة اتهامه، وبين أنها فيما عدا أقوال