الرأس، نحو حرب جديدة؛ وأشفق من أن تقع الواقعة حتى قبلما يترك روزفلت الحكم
والبحث عن الكوارث المقبلة لا يكون في الصعوبات المادية التي تعانيها أوربا بل في روح الشر والعداء المشبعة بها بعض الدول، ولكن روزفلت ساهر؛ والفرق بينه وبين الديكتاتوريين أنهم يريدون أن يخافهم الناس وروزفلت يريد أن يحبوه)
وعبثا حاولت معرفة رأي المسيو لودفيج في المعاهدة الإنجليزية المصرية، فقد قال:
(إن كل شيء يتوقف على السياسة الدولية وعلى الحرب القادمة التي لا أرى مفراً منها)
ومع ذلك فهو لا يخفي عطفه الشديد على الفلاح المجاهد العنيف الذي يشتغل بقوة؛ وهو يعني كثيراً بما ينتظره من مصير. وكذلك يتمنى لو جمعت الأخوة يوماً ما بين العرب واليهود
على أن تشاؤمه لا يحول بينه وبين الأمل في مستقبل حضارتنا المهددة فهو يقول:
(إن ما ينبغي هو إنقاذ الميراث الأدبي المجيد للشاعر جيته من المتوحشين. وإذا عشت حتى عام ١٩٣٩ فإنني سأعيد كتابة حياة مؤلف فاوست. فهو الرجل العظيم الوحيد الذي لا أمل الإعجاب به طرفة عين. أما الآن فقد أتممت كتاباً يختلف اختلافاً محسوساً عن كل ما كتبته حتى اليوم وهو (كليوباترة)، وقد كتبته في أربعة أسابيع، كأنني كنت في حلم)
وهكذا تراني قد ظللت وفياً لبلادكم وأرجو أن أسافر إلى القاهرة هذا الشتاء في شهر فبراير، وأتحدث في الجامعة.
ج. قطاوي
حول مهمة دار الكتب
تحتفظ دار الكتب المصرية، فضلاً عن مجموعة مخطوطاتها الحافلة، بطائفة كبيرة من المطبوعات النفيسة النادرة؛ ومنها ما يرجع تاريخ صدروه إلى القرن السادس عشر أو القرن السابع عشر، وكثير منها من مطبوعات القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر؛ وهذه المجموعة من المطبوعات القديمة هي في الواقع أنفس ما تحتفظ به دار الكتب بعد مخطوطاتها، من المصادر والمراجع القيمة التي لا يستغني باحث عن الرجوع إليها؛ ومنها معظم المراجع في المباحث الإسلامية والشرقية؛ ومنها مراجع عربية مثل تاريخ