تقديم كتب القصص والأدب الخفيف للشباب، فذلك ما لا نسيغه ولا نعتقد أنه متفق مع وجودها ومهمتها الحقيقية.
تحقيق صحفي شائق
قال الرئيس جفرسون ذات مرة في تعليقه على مهمة الصحافة:(إن إلغاء الصحافة لا يجرد الأمة من مزاياها بقدر ما يجردها إغراقها في الكذب. وإن المرء لا يستطيع أن يصدق اليوم شيئاً تنشره الصحف)، وقد مضى منذ عهد الرئيس جفرسون عصر طويل تطورت فيه الصحافة وغدت قوة عالمية يخشى بأسها. بيد أنه يبقى أن نتساءل دائماً: هل تؤدي الصحافة دائماً مهمتها طبقاً لمبادئ الحق والخلاق؟ هذا ما تصدى لتحقيقه بالنسبة للصحافة الأمريكية اثنان من أكابر الصحفيين الأمريكيين هما مدام سوزان كنجسبوري وهورنل هارت؛ وقد نشرا نتيجة تحقيقهما في كتاب صدر أخيراً تحت عنوان (الصحف والأخبار) وجرى هذا التحقيق تنفيذاً لرغبة (محسن مجهول) رصد لهذا الغرض مبلغاً كبيراً من المال لدي كلية (برين مور)، وقدم إليها مجموعة كبيرة من قصاصات صحفية لبث يجمعها مدى أعوام. وقد استعرض المؤلفان في كتابهما حالة الصحافة الأمريكية اليوم، والقواعد الأخلاقية والثقافية التي تسير عليها طبقاً لدستور الصحافة الأمريكي؛ وخرجا من ذلك بأن الصحافة تجري في تغذية قرائها على أسلوب آلي محض، فتقصد قبل كل شيء إلى إثارة الشعور والحس، وإذكاء تطلع القراء؛ وإن معظم قراء الصحف الكبرى يستقون معلوماتهم ويكونون أفكارهم من قراءة العناوين ورؤوس الموضوعات. وأما من حيث الناحية الأخلاقية فان الصحف لا تسير على وتيرة واحدة، وكل منها تخرج الخبر المعين في الصيغة التي تناسب اتجاهها السياسي أو الاجتماعي؛ ويترتب على ذلك أن الخبر الواحد يحدث آثاراً شتى طبقاً للصيغ والتعليقات المختلفة التي أخرج بها؛ ومن هنا تضعف الحقيقة في رواية الأخبار. كذلك يتناول المؤلفان مسألة الإعلانات وما تحدثه من اثر في أذهان القراء. ومما يلاحظانه أن الصحف الزنجية تغرق في نشر إعلانات السحر؛ وبذلك تستمر على تغذية عقول الزنوج بهذا الضرب من التخريف. وإلى جانب ذلك تكثر الصحف البيضاء من نشر إعلانات المنجمين وقراء الطالع. وينوه المؤلفان في تحقيقهما بنتيجة خطيرة هي أن الصحافة كانت مسئولة في العصر الأخير عن زعزعة الإيمان