للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نفسي أن ضحكت هذه المرة متهكما إذ رأيت فرصة للانتقام. وقلت: (جامعة حوش عيسى؟ يالك من مداعب ماهر! ألا تعرف إنني عشت في إقليم البحيرة ورأيت حوش عيسى؟ جامعة حوش عيسى!) ثم اندفعت اضحك. فقال الشاب متعجباً من ضحكي: (لست ادري لماذا تضحك؟ نعم جامعة حوش عيسى. ألا تعجبك مدينة تعدادها اليوم فوق نصف مليون من الأنفس؟ وهل تسخر من مدينة هي مركز شركات صناعة القطن والحرير والصابون وعجلات السيارات وأجنحة الطيارات؟). فقلت له ضاحكاً: (ما أمهرك في الفكاهة يا أخي! لعلهم قد كشفوا هناك منجماً للفحم.). فقال الشاب: (منجماً للفحم؟ ولماذا؟ إن هناك اكبر مؤسسات استخدام أشعة الشمس. فهل من حاجة مع هذه المؤسسات إلى منجم للفحم؟) فأرجعت شفتي إلى نصابيهما من الجد وعلمت أن قول الشاب لا ينم عن هزل أو فكاهة. فقلت له معتذراً إذ كنت اجهل ذلك، ولكني أرجو أن تخبرني أي شعب له فضل إنشاء هذا المصانع؟). فنظر إلى متعجباً وقال: (الست مصريا؟ فقلت له مرتبكاً: (نعم أنا مصري. وكدت أخون نفسي فافصح له عن سرب حالي وحقيقة أمري ثم تدرعت بالحزم وقلت له: (ولكن أرجو العفو فقد غبت عن مصر مدة طويلة. فالحقيقة إنني انتقلت منها طفلاً ولم اعد إليها إلا اليوم، وكنت احب أن اعرف الموضع الذي كنت أعيش فيه وأنا طفل فسألتك عن محطة المترو لأذهب به إلى مصر الجديدة لذلك الغرض. فقال الشاب: (اعلم إن مصر اليوم لا يسمح فيها لشركة أجنبية ان تقوم بعمل. فهذا محرم في قانونها، ومنذ عشرات من السنين قد أفلست شركة مصر الجديدة لأنها ضاربت في بعض المشروعات الأجنبية، ومنذ أفلست استولت الدولة على مكانها وأطلقت عليه اسم حي الشركة القديمة، وهي حي متوسط بين حي (الملكة نازلي الذي نحن فيه الآن وحي ميدان الطيران الضغر الذي في الطريق المؤدي إلى مدينة السويس، ويمكنك الوصول إليه عن طريق تحت الأرض رقم ١٠٥ عن طريق السيارات رقم ٥٠ شمال، وكنت اسمع قول الشاب وأنا في دهشة عظيمة من التغير الذي اعترى البلاد وأردت أن اعلفم علم تلك الشركات التي ذكرها الشاب في عرض حديثة عن مدينة حوش عيسى فقلت له: (ولكنك لم تقل لي لمن تلك الشركات التي تملك مصانع حوش عيسى) فقال الشاب: (هي مثل الشركات التي تملك مصانع بليسون الإسماعيلية وبور فؤاد: ومثل شركات مصانع السيارات والطيارات في أسوان. وشركات

<<  <  ج:
ص:  >  >>