الجريري واحمد بن منصور النوشري وأبو الحسن بن الجندي وأحمد بن محمد العباس الأخباري وغيرهم؛ وذكر النوشري أنه سمع منه ببغداد بباب خراسان في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة) والصحيح أن وفاته في سنة ٣٢٧ كما ورد في معجم الأدباء، ومما أورده له ابن خلكان:
خليلي هل أبصرتما أو سمعتما ... بأكرم من مولى تمشي إلى عبد؟
أتى زائراً من غير وعد وقال لي: ... أجلك عن تعليق قلبك بالوجد
فما زال نجم الوصل بيني وبينه ... يدور بأفلاك السعادة والسعد
فطوراً على تقبيل نرجس ناظرٍ ... وطوراً على تعضيض تفاحة الخد
ألم يكفني ما نالني من هواكم ... إلى أن طفقتم بين لاهٍ وضاحكِ
شماتتكم بي فوق ما قد أصابني ... وما بي دخول النار في طرّ مالكِ
كم أناس وفوا لنا حين غابوا ... وأناس جفوا وهم حضّارُ
عرضوا ثم أعرضوا واستمالوا ... ثم مالوا وجاوروا ثم جاروا
لا تلمهم على التجني فلو لم ... يتجنوا لم يحسن الاعتذارُ
بات الحبيب منادمي ... والسكر يصبغ وجنتيه
ثم اغتدى وقد أبتدأ ... صنع الخمار بمقلتيه
وهبت له عيني الكرى ... وتعرضت نظراً إليه
شكراً لإحسان الزما ... ن كما يساعدني عليه
كم أقاسي لديك قالاً وقيلا ... وعدات تترى ومطلاً طويلا؟
جمعة تنقضي وشهر يُوَلِّي ... وأمانيك بكرةً وأصيلاً
إن يفتني منك الجميل من الفع ... ل تعاطيتُ عنك صبراً جميلا
والهوى يستزيد حالاً فحالاً ... وكذا ينسلي قليلاً قليلاً
ويكَ لا تأمننْ صروف الليالي=إنها تترك العزيز ذليلا
فكأني بحسن وجهك قد صا ... حت به اللحية: الرحيلَ الرحيلا
فتبدلت حين بُدّلت بالنو ... ر ظلاماً وساء ذاك بديلا
فكأن لم تكن قضيباً رطيباً ... وكأن لم تكن كثيباً مهيلا