للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على هذا النبأ بقوله: (ما دام قد ثبت تاريخياً أن (لاهو - تسيه) كان مديراً لدار المحفوظات في مدينة (لو) في نفس التاريخ الذي زار فيه (كونفيشوس) هذه العاصمة، بل إنه قد ثبت أنه زار دار المحفوظات نفسها وطلب الاطلاع على بعض ما فيها من وثائق قديمة كانت دراسته في حاجة إليها، أفليست هذه الظروف كلها تدعونا إلى تصديق الأسطورة لاسيما إذا كان ما حدثتنا عنه من خلاف صحيحاً صحة علمية؟)

ومن هذه الأساطير أيضاً ما يروى لنا أن (لاهو - تسيه) بعد أن اعتزل الخدمة ارتحل إلى بلاد الهند واخذ ينشر تعاليمه هناك، وقد تلاقى مع (بوذا) فتتلمذ هذا الخير عليه، وتلقى عنه تلك المعارف الصينية القيمة التي كانت فيما بعد أساساً لمذهبه

ويستبعد الأستاذ (زانكير) صحة هذه الأسطورة، لأن (بوذا) لم يولد بعد هذا الحكيم بمائة وخمسة وعشرين عاما؛ وإذا صح سفره إلى الهند، فلا يمكن أن يصح لقاؤه مع شخص بقى على مولده خمس وأربعون سنة، فضلا عن نشأته واستعداده لتلقي العلم؛ فإذا أضفنا إلى هذا أن حكيمنا لم يعتزل الخدمة إلا بعد بلوغه سن الثمانين استطعنا في سهولة أن نجزم باستبعاد صحة هذه الأسطورة

هناك أسطورة ثالثة تنبئنا بأن هذا الحكيم قد كتب ألف كتاب، منها تسعمائة وثلاثون في شرح فن الحياة العملية والأخلاق والسلوك والمعاملات الإنسانية، والسبعون كتاباً الباقية في السحر، وعلى الأخص في صنع التمائم التي يجلب حملها السعادة للأحياء

لا ريب أن هذه الأسطورة لا تقل عن سابقتها بطلانا، لأن هذا الحكيم لم يثبت عنه أنه كتب غير كتاب (تاو - تي - كينج) الذي أشرنا إليه آنفا، والذي خصصه لتسجيل مذهبه الفلسفي. بل إن النقاد المحدثين يجزمون بأن هذا الكتاب على حالته الراهنة ليس من تأليف (لاهو - تسيه) وإنما هو مجموعة من آرائه وحكمه مضافاً إليها آراء وحكم لبعض القدماء الذين سبقوا عصر هذا الحكيم، ويرجحون أن هذا الكتاب قد كتب بعدة أقلام مختلفة، بعضها لتلاميذ هذا الحكيم، والآخر لبعض المتمذهبين بمذهبه

مذهبه

اختلف الباحثون المحدثون في المذهب النظري لهذا الحكيم اختلافات شتى جعلت اليقين عسيراً على كل من يحاول الحكم على هذه الفلسفة (اللاهو - تسية) والسبب في وقوع كل

<<  <  ج:
ص:  >  >>