من بلاد الكفار - وإلى زغاي - وإلى بلاد برنو وهي مسيرة أربعين يوماً من تكدا وأهلها مسلمون ولهم ملك اسمه إدريس. . .)
من هذا نستبين بكل وضوح أن أقصى ما وصل إليه ابن بطوطة غرباً هو مدينة (كارسخو) وهو في كل تلك المنطقة التي طاف بها يذكر أنه كان ينزل بسلطان الولاية المسلم فيرحب به ويجمعه بقضاة الولاية وعلمائها. غير أن ابن بطوطة لم يصل إلى شاطئ المحيط من جهة الغرب في حين أن الإسلام كان منتشراً في غانة في ذلك الحين كما سنرى من قول ابن خلدون المعاصر لابن بطوطة في كتابه (المغرب في تاريخ الدول الإسلامية بالمغرب) وهو يبدأ بتحديد بلاد المغرب وغرب أفريقية على عهده، وقوله في ذلك ثقة لأنه نشأ في تونس وتنقل في معظم بلاد المغرب كتلمسان وبسكرة وبجاية وغيرها. واتصل بالحكام في كل تلك الأقاليم، وله كتابه المشهور (العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر)
حدود المغرب كما جاءت في كتاب (المغرب) لابن خلدون
(إن المغرب قطر واحد متميز الأقطار، فحده من جهة الغرب البحر المحيط، وعليه كثير من مدنه مثل طنجة وسلا وأدفو وأنفى وأسفى، وهي كلها من مساكن البربر وحواضرهم؛ وأما حده من جهة الشمال فالبحر الرومي المتفرع من هذا البحر المحيط يخرج في خليج متضايق ما بين طنجة من بلاد المغرب وطريف من بلاد الأندلس؛ وأما حده من جهة القبلة والجنوب فالرمال المستهيلة الماثلة حجزاً بين بلاد السودان وبلاد البربر، ويعرف عند البادية بالعرق، وهذا العرق سياج على المغرب من جهة الجنوب مبتدئ من البحر المحيط وذاهب في جهة الشرق على سمت واحد إلى أن يعترضه النيل الهابط من الجنوب إلى مصر فهنالك ينقطع؛ وأما حده من جهة الشرق فيختص بطرابلس وما وراءها إلى جهة المغرب مثل أفريقية والزاب والمغرب الأوسط والمغرب الأقصى والسوس الأدنى والأقصى. هذا هو المغرب في العرف لهذا العهد وهو الذي كان في القديم ديار البربر ومواطنهم)
ومن هذا نرى أن ابن خلدون في وصفه للبلاد أدق بكثير من غيره من كتاب العرب؛ وتبدو لنا دقته من وصفه لتفرع بحر الروم من البحر المحيط، وتبدو لنا دقته بوضوح بعد هذا