وقد رأت وزارة المعارف أن تساهم في هذا الأمر مساهمة جدية فأحيل الموضوع إلى أحد كبار موظفيها المبرزين في المسائل التاريخية لبحثه ووضع تقرير عنه
ونذكر في هذا المقام أن في أوربا وأمريكا هيئتين علميتين تسعيان لتعديل التقويم الجريجوري وتبذلان الجهد لدى لجنة المواصلات والمرور بالعصبة لتحقيق أغراضهما وغايتاهما. وقد رأت هذه اللجنة أن الموضوع خطير لاتصاله بحياة الشعوب والأفراد جميعاً، فوجهت الدعوة إلى الأمم الممثلة في العصبة وغير الممثلة، فتألفت من مختلف الممالك والأقطار هيئات محلية ولجان أهلية لدراسة هذا الموضوع واقتراح الوسائل التي يمكن أن ينفذ بمقتضاها؛ حتى إذا ما استجمعت اللجنة الآراء والمقترحات في أنحاء العالم، تقدمت إلى العصبة لدراسة الموضوع جملة في اجتماعها
وقد لخصت لجنة المواصلات الفكرتين الأوليين اللتين تشير بهما هاتان الهيأتان العلميتان في أوربا وأمريكا
فالاقتراح الأول يرمي إلى جعل عدد شهور السنة ١٢ شهراً ويوماً واحداً في السنين البسيطة ويومين في السنين الكبيسة. وأن يسمى اليوم الأول (يوم السنة) ويكون عقب شهر ديسمبر، ثم يسمى اليوم الثاني (اليوم الكبيس) ويكون عقب شهر يونيو
ومن خصائص هذا الاقتراح أن يجعل الشهر ٣١ يوماً ليناير وأبريل ويوليو وأكتوبر، و٣٠ يوماً في الشهور الأخرى. وبذلك يكون مجموع شهور السنة الاثني عشر هو ٣٦٤ يوماً. ومن مزاياه أيضاً أن تبدأ السنة بيوم (أحد) وأن تبدأ شهور يناير وأبريل ويوليو وأكتوبر بيوم (الأحد) وشهور فبراير ومايو وأغسطس ونوفمبر دائماً بيوم (أربعاء)، وشهور مارس ويونيو وسبتمبر وديسمبر بيوم (جمعة)
أما الاقتراح الثاني فيرمي إلى جعل السنة ١٣ شهراً وأن يكون عدد أيام الشهر ٢٨ يوماً، على أن يضم إليها يوم واحد في السنين البسيطة وفق الاقتراح المتقدم. أما الشهر الثالث عشر فيكون موقعه عقب شهر يونيو ويسمى (الشهر الوحيد)
ومن مزايا هذا الاقتراح أن يجعل الشهور متساوية في عدد الأيام والأسابيع وأن يجعلها جميعاً مبتدئة بيوم واحد هو يوم (الأحد). ويذهب أصحاب هذا الاقتراح إلى أن فوائده كثيرة متعددة من النواحي الزراعية والمالية والاقتصادية والحسابية والتعليمية وهي تلخص