- لا عليك يا بني! لك ما أردت. على أنه كان ينبغي أن تصدق كل ما قالت لك أمك؛ وأنا من جهتي لست أنكرك، فأنت ابني وأنا والدك، والآن سل ما شئت فأني مانحك أيّاً ما تريد
- صحيح يا أبي؟
- أولا تصدق ما أقول؟
- بلى، ولكن ليطمئن قلبي!
- صحيح يا بني، وأقسم لك بهذه البحيرة المقدسة التي يحلف بها الآلهة
فيلتفت فيتون حوله ليرى البحيرة، ولكنه لا يجد لها أثراً
- وأين هي تلك البحيرة يا أبتاه!
- ولد ظريف يا فيتون! أنا ما رأيتها قط، ولكنا نحلف بها في كل أمر جلل يا بُني!
- إذن هب أن أسوق محفة الشمس يوماً واحداً بدلاً منك
- وي! فيتون! أي طلب هذا؟
- لابد!
- محال يا ولدي! أنت حدث، ثم أنت بشري من بني الموتى! سل ملء الأرض ذهباً أمنحك ما تريد!
- كلا، كلا. . . لابد أن أسوق محفة الشمس من المشرق إلى المغرب ليراني سفهاء التلاميذ، وليتأكدوا أنني ابن أبوللو!!
- إنها ستحرقك وتحرق التلاميذ إخوانك قبل أن يروك!
- لا. . . لن تحرقني، أنت قادر على أن تجعلني أحتمل كل شيء! ألَسْتَ إلهاً!
- بلى، ولكن. . .
- لكن ماذا؟ لابد، محال أن أسألك شيئاً آخر!
- يا بني إن ليس في طوقك، إنك ضعيف صغير، والعمل الذي تطلب أن تتولاه شاق حتى على الآلهة، إني أقوم به والرعب يملأ قلبي، وأنا من أنا يا فيتون. . . إن سيد الأولمب نفسه الإله الأكبر، جوف، جل سناؤه، وتقدست أسماؤه، لا يستطيع أن يسوق عربتي الملتهبة ذات اللظى يوماً أو بعض يوم، فما بالك أنت؟ إن الثلث الأول من الطريق صعب