صورة بلبل فوق رأسه، مختبئة في أفنان الدوحة التي نام في ظلها؛ فلما سمعته يتغنى غناءه، ضحكت واستبشرت، وانتهزتها فرصة نادرة للإيقاع بينه وبين زوجته، وانطلقت من فورها إلى بروكريس، حين تكشفت لها في صورة إحدى صويحباتها:
- بروكريس!
- مرحباً بأعز الحبيبات، ماذا جاء بك في هذا القيظ؟
- نبأ أسود ما كنت أؤثر أن أحضر إليك به!
- نبأ اسود؟ يا للهول! ماذا؟
- أرجو أن لا أثير سخطك علي. . .
- كلا. . . كلا. . . عجلي أرجوك!
- سيفال!
- ماله؟
- أتذكرين يوم رويت لي ما كان من أمره مع أورورا؟
- لم أنس! ولكن مال سيفال؟
- يبدو لي أني لم أكن مصيبة في تبرئته! لقد نفيت شكوكك فيم ذهبت إليه من الميل إلى ربة الفجر، وقلاه لك لما عرف إنك كنت وصيفة ديانا!
- وماذا حدث بربك؟
- إنه يحب فتاة أخرى اسمها نسمة! إنه مولع بها أشد الولوع!
- لا أصدق!
- لا تصدقين؟ وهل أنا كاذبة؟
- وكيف عرفت؟ هل أوحي إليك؟
- بل سمعته يهتف بإسمها، ويشدو بحبها، ويتغنى أحر الغناء!
- لا أصدق، لا أصدق، سيفال لا يحب واحدةً سواي!
- هل لك في أن تسمعي غناءه بأذنيك يا صديقتي!
- وأين هو؟
- قريب من الدغل الذي عند النبع. . . سأحضر لك حصاناً صافناً