العقوبات الروسي العقوبات الآتية: وهي أن يعاقب الشخص الذي يقوم بتشويه نفسه بالنفي إلى سيبيريا؛ ويعاقب الذي يقوم بتشويه (بخصي) شخص آخر بستة أعوام في الأشغال الشاقة؛ ويعاقب الدعاة بالنفي إلى سيبيريا؛ ويعاقب الشخص الذي يقوم بإيواء الدعاة في منزله عقاب مرتكبي جريمة التشويه
ومن أشهر قضايا (المجبوبين) في هذه الفترة، محاكمة وقعت في سنة ١٨٦٩ أمام محكمة جنايات تمبوف، وفيها حكم بالنفي على مكسيم بلوتتزين، وهو تاجر غني كان يأوي في منزله تسع نساء مشوهات؛ ذلك أن هذه الطائفة البربرية كانت تجتذب إليها النساء أيضاً، وكان تشويه النساء يجري بقطع أجزاء من الثديين أو بانتزاعهما، وكذلك بتشويه أعضاء أخرى؛ وكان يخرج من هؤلاء النسوة المشوهات بين آونة وأخرى (مريم) تزعم أنها أم المسيح المزعوم. وكان بلوتتزين من أكابر الدعاة، وكان يعتبر من (أنبياء) الطائفة وله نفوذ عظيم في الولاية كلها. وفي سنة ١٨٧٦، كانت محاكمة رنانة أخرى أمام محكمة جنايات مليتوبول، وفيها ظهر أمام القضاة مائة وستة وثلاثون مجبوباً حكم على معظمهم بالنفي. وكانت هذه المحاكمة الشهيرة خاتمة حركة سرية واسعة النطاق تعدت حدود روسيا إلى رومانيا، وذهب ضحيتها مئات من الفلاحين والعمال. وكان الدعاة قد أخذوا إزاء اشتداد المطاردة في روسيا يتسربون إلى رومانيا وهنالك أسسوا لهم (محافل) سرية في ياسي وجلاتز؛ وظهر في جلاتز بين الدعاة شخص يدعى ليسين وهو روسي من موسكو، وكان يمتاز بنوع من الهيام الصوفي، فالتف المؤمنون حوله ولقبوه (بالمنقذ) وزعموا أنه القيصر بطرس الثالث. وصرح ليسين لأنصاره أنه أعظم من المسيح، لأنه أتى لأجل المجد وليس كالمسيح لأجل المعاناة، وأسبغ صفة الأنبياء والحواريين على عدة من أنصاره؛ وذاعت الدعوة الجديدة في رومانيا بسرعة، وهرع الخصيان من كل صوب لتحية المسيح الجديد؛ وبعث ليسين رسله يبشرون بقيامه؛ ثم سار بنفسه في حفل من أنصاره إلى بطرسبرج ليقدم نفسه إلى (القيصر الظاهر)؛ ولكنه اعتقل مع زملائه في الطريق؛ وقامت السلطات بتحقيق واسع النطاق في أمر المجبوبين استغرق أربعة أعوام، وقدم إلى محكمة مليتوبول مائة وستة وثلاثون متهماً، وكان جلهم من الفلاحين ومعظمهم شبان ومنهم شيوخ قلائل وأحداث لم يجاوزوا الخامسة عشرة؛ وكانت في الواقع أشهر محاكمات هذه الطائفة السرية المدهشة