للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واعترف بعض (الأنبياء) المتهمين أثناء المحاكمة بكثير من أسرار الطائفة وإجراءاتها ورسومها الوثنية؛ ولكن ليسين (المسيح والقيصر) صرح أمام قضاته بأنه غير مذنب، وأن المؤمنين قد اختاروه وفقاً للنبوءات المقدسة، وأن رسل الطائفة يبشرون بالمسيح الجديد وفقاً لتعاليم الإنجيل، وإنه لا يزال على عقيدته مخلصاً لمبادئه ورسالته، وأنه منذ شبابه يبحث عن السلام والحقيقة فلم يجدها إلا لدى طائفة (سكوبتسي)؛ وألقى آخرون من الدعاة تصريحات روحية وفلسفية، وأشادوا بنقاء المثل التي ينشدها المجبوبون؛ وقضت المحكمة في النهاية على ليسين بالأشغال الشاقة ستة أعوام، وقضت على آخرين من الأنبياء بالأشغال الشاقة لمدد مختلفة، وقضت على معظم المتهمين الآخرين بالنفي إلى سيبيريا

وفي أوائل هذه القرن بعد ثورة سنة ١٩٠٥ سمح للمجبوبين أن يختاروا مكان إقامتهم، فهرع كثير منهم إلى روسيا؛ وقدر عدد المنتمين إلى الطائفة يومئذ في روسيا بخمسة عشر ألفاً، وجرت بعد ذلك عدة محاكمات أخرى اتهم فيها الدعاة بالتحريض على (الجب) وقضي على مئات منهم بالسجن والنفي

وفي ظل النظام البلشفي استطاعت الطائفة أن تجوز العاصفة بسلام بالرغم مما لحق زعماءها الأغنياء من فقد ثرواتهم وأملاكهم الواسعة؛ ورأى الدعاة أن يسايروا النظام الجديد اجتناباً للمطاردة وقام منهم داعية يدعى ارماكوف، فوجه إلى جميع (المؤمنين) خطاباً مفتوحاً يناشدهم فيه أن يجانبوا الغنى والكبرياء والشح، وأن يعودوا إلى الحياة الأخوية الساذجة التي دعا إليها سليفانوف، واقترح أن ينتظم أبناء الطائفة في جماعات روحية مشتركة، ووضع للطائفة نظاماً تعاونياً جديداً على أساس الشيوع؛ وحمل ارماكوف على الاختلاط الجنسي، ووصفه بأنه أعظم عقبة تحول دون تحقيق الصفوة الإنسانية لمبادئ الحياة الرفيعة؛ وتبعه داعية آخر يدعى منشنين، وأذاع في سنة ١٩٢٨ رسالة قال فيها إن مصائب الإنسانية كلها، وجميع المنازعات والجرائم والحروب، هي نتيجة الغريزة الجنسية؛ ثم يقول ما يأتي: (ما الذي يدفع إنساناً إلى الاختلاس والجريمة؟ هي الغريزة الجنسية. وفي كل مكان نرى عيادات الأمراض السرية، وفي كل يوم تقع آلاف من حوادث الإجهاض وقتل المواليد؛ ولقد كان العالم وما يزال غاصاً بالبغاء والبغايا، وكل ذلك يرجع إلى فعل الأعضاء الجنسية) ويقترح منشنين كعلاج لهذه المحنة الإنسانية أن يعاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>