عدت من الأطيار واللسانُ ... يوهمني بأنها إنسان
ومنها وهو آخرها:
تلك التي قلبي بها مشغوف ... كنيت عنها واسمها معروف
نشرك فيها شاعر الزمان ... والكاتب المعروف بالبيان
وذاك عبد الواحد بن نصر ... تقيه نفسي عاديات الدهر
فأجاب أبو الفرج بأرجوزة منها:
من منصفي من حكم الكتاب؟ ... شمس العلوم قمر الآداب
أضحي لأوصاف الكلام محرزاً ... وسام أن يلحق لما برزا
وهل يجاري السابق المقصر؟ ... أم هل يساوي المدرك المعذِّر؟
ومنها بعد أن أطال في وصف الببغاء:
لو لم تكن لي لقباً لم أختصر ... لكن خشيت أن يقال منتصر
وإنما تنعت باستحقاق ... لوصفها حذق أبي إسحاق
شرفها وزاد في تشريفها ... بحكم أبدع في تفويفها
فكيف أجزي بالثناء المنتخب ... من صرَّف المدح إلى اسمي واللقب
ومن أبدع ما مدح به اللثغ ما كتبه الصابي إلى أبي الفرج:
أبا الفرج استحققت نعتاً لأجله ... تسميت من بين الخلائق بَبَّغا
بياناً منيراً كاللجين مضمنا ... نضاراً من المعنى أذيبا وأفرغا
فلو لامرئ القيس انتدبت مجاريا ... كبا أو لقس في فصاحته صغا
ومنها:
وما هجنت منك المحاسن لثغة ... وليس سوى الإنسان تلقاه ألثغا
أتعرفها فيما تقدم خاليا ... بعير إذا ما صاح أو جمل رغا
فيالك حرفاً زدت فضلاً بنقصه ... فأصبحت منه بالكمال مسوغا
وبعد فلنترك حديث اسم أبي الفرج ولقبه، ولنتحدث عن حياته الأدبية لنصل منها إلى دراسة شعره ونثره
اتصل أبو الببغاء فتى بأمير حلب سيف الدولة علي بن حمدان وهو حينذاك حلبة آمال