وكان قلب الحَبْر الجليل قد انماث من لوعة الحب، وتعذيب الحبيبة، فصرخ شاكياً:
- أوه مدلين!!
فتبسمت عن ثنايا كاللؤلؤ وقالت له:(حسن، أن أسمي مادلين، هذا لا ريب فيه، ولكن أحداً من العالمين لا يجرؤ أن يناديني به إلا أن يكون من أسرتي، أفتريد أن أفهم من ذلك يا مستر سلوب أنك تحبني وتتعشقني؟!)
وارتبك الحَبْر الجليل، ولم يدر ماذا يصنع، لأنه إنما أتى إلى بيت السينور ليجلس جلسة غرامية من غير أن يصرح بلسانه أنه يحب، فلما بدهته هي بهذا السؤال لم يستطع إلا أن يجثو على ركبتيه أمام الأريكة، ويصرح أنه إنما يحب السينورة حقاً، ولكن لا كما يحب الناس!! فلما قالها. . . بدهته السينورة بسؤال آخر فقالت:
- (والآن، أتستطيع أن تخبرني متى تتزوج بالسيدة ألينور بولد؟!)
ولم يستطع المسكين إلا أن يقول: (ولأمر ما ترمينني بتهمة النفاق والتغرير بك يا عزيزتي؟
- نفاق! أنا لم أقل شيئاً من هذا أيها الأب! ولكنه يبدو لي أنك تحب أن تدافع عن نفسك فيما يتعلق بي؟ فلم هذا؟ لم لا تبقي دفاعك لتقدمه بين يدي السيدة ألينور؟ إنها هي التي ستتزوج منك، أما أنا فامرأة ذات جمال راقتك، وليس هذا شيئاً، ألا ما أبرعكم في التخريج يا رجال الدين؟
- لقد بحت لك يا عزيزتي السينورة أنني أحبك. . أهواك. أعبدك. . . فلم تعيّرينني؟
- أُعيرّك؟ يالله! هلم أيها الأب فخبرني! ألا تتزوج من السيدة ألينور بولد؟
- لا. . . لن يكون هذا!
- بل أؤكد لك أنك من عبَّادها!
- وأنا أنفي ذلك من كل قلبي!
- ولم لا أيها المستر سلوب؟ إنها أولى النساء بك. . . بل تزوجها تكن لأطفالك أما ولبيتك ربة. . . ثم لا تنس أنها أرمل جميلة ذات ثراء!