بالنسبة إلى من ظفروا بجوائز نوبل من الأمم الأخرى، وهم لا يتجاوزون خمسة: أولهم سولي برودوم، وقد حصل عليها في سنة ١٩٠١؛ والثاني الشاعر البروفنسي مسترال، وقد حصل عليها في سنة ١٩٠٤ والثالث رومان رولان، وقد حصل عليها سنة ١٩١٦؛ والرابع أناتول فرانس، وقد حصل عليها سنة ١٩٢١، والخامس الفيلسوف هنري برجسون، وقد حصل عليها سنة ١٩٢٨؛ ومنذ عشرة أعوام لم يظفر كاتب فرنسي بجائزة نوبل، في حين أن الآداب الإنكليزية أو الألمانية أو الإيطالية لا يكاد يمضي عام أو اثنان حتى تظفر إحداهما بهذا الشرف.
ولكن الصحف الفرنسية ترى من جهة أخرى أن الآداب الفرنسية كانت موفقة من الناحية المعنوية أعظم توفيق، لأن أولئك الذين حصلوا على جوائز نوبل منذ قيامها إلى الآن هم خيرة ممثليها في مراحلها المختلفة؛ وقد كان مارتان دروجار حقاً ممثلها من نوع يستحق التقدير العالمي.
والمعروف أن لجنة استوكهلم قد منحته جائزة نوبل من أجل قصته الشهيرة (تيبول) التي تقف حوادثها عند صيف سنة ١٩١٤، والتي استؤنفت بعد ذلك خلال الحرب الكبرى؛ وهي القصة التي ظفر من أجلها أيضاً بجائزة مدينة باريس الكبرى التي رتبها بلدية باريس لأحسن مؤلف قصصي أو تاريخي، ثم توجتها عقب ذلك جائزة نوبل. وقد أحدث حصوله على جائزة استوكهلم دهشة في بعض دوائر الأدب الفرنسي إذ كانت تتوقع أن يكون الفائز بها هو الشاعر الكبير بول فاليري، ولكنها اغتبطت على أية حال لأن الفائز بها فرنسي.
جائزة نوبل للسلام
وعلى ذكر جوائز نوبل أيضاً نقول أن الذي فاز بجائزة نوبل للسلام هو السياسي الإنكليزي الكبير اللورد روبرت سسل، وذلك من أجل جهوده في سبيل قضية السلم العالمي. وقد درس اللورد سسل في جامعتي إيفون واكسفورد، وخاض حياة سياسية باهرة، وانتخب عضواً في مجلس العموم منذ سنة ١٩٠٤ وتقلب في المناصب الكبيرة حتى غدا في سنة ١٩١٨ وزيراً للخارجية.
ولقد لعب دوراً كبيراً في مؤتمر الصلح وإعداد دستور عصبة الأمم؛ ومثل إنكلترا في جلساتها مراراً ثم ناب عن إنكلترا في لجنة السلاح، وكان له في أعمالها مواقف نبيلة دلت