على تحمسه في مناصرة قضية السلم. واللورد سسل من أعظم أنصار عصبة الأمم ومبدأ السلامة الإجماعية. وقد استقال من جميع المناصب الحكومية ليتفرغ لخدمة قضية السلم، وله في ذلك مواقف وخطب رنانة؛ وله كتاب قيم عنوانه (سبيل السلام) ضمنه خطبه وأحاديثه السلمية، وكلها تدل على تمكنه من موضوعه. وهو في الوقت نفسه من أشد خصوم النظم الفاشستية، وله في شأنها حملات خطابية وكتابية شديدة، وهو اليوم في الثالثة والسبعين من عمره، ولكنه لا يزال يعمل لخدمة السلام بهمة الشباب.
مواطن الجواد قبل التاريخ
عثر المنقبون في سفالوف في جنوب السويد على عظام قديمة ظهر من فحصها أنها عظام الجواد الوحشي، وأنها ترجع إلى نحو عشرين ألف سنة. ويرى العلماء الرسميون الذين فحصوها أنها بلا ريب من بقايا الجواد القديم المنقرض، وقد كانت هذه المسألة مثار خلاف بين العلماء، فجاء هذا الاكتشاف مؤيداً لأقوال القائلين بأن الجواد كان ضمن الحيوانات التي تعيش في هذه المناطق منذ عصر ما قبل التاريخ.
بريطانيا العظمى وفلسطين
صدر في إنجلترا منذ أسابيع هذا الكتاب عن فلسطين الشقيقة للكاتب الإنجليزي هربرت سيد بوتهام. وقد تصفحناه فوجدناه كتاباً مغرضاً أغلب الظن أنه طبع بأموال يهودية ليبشر بالدعاوة لليهود في سائر أنحاء العالم على العموم وفي إنجلترا وبين أنصار حزب المحافظين على الخصوص. . . فلقد سرد تاريخاً مملاً مشوهاً لفلسطين منذ أن فتحها محمد علي الكبير إلى اليوم واعتبر هذا الفتح مبدأ لحركة الدعاوة لإنشاء الوطن القومي لليهود الذي لم يتحقق إلا في السنوات الأخيرة، وقد اعتبر اليهود سفراء المدنية الغربية إلى الشرق، وتبجح فنعى على العرب قلة عرفانهم بهذا الجميل الذي أسدته إليهم بريطانيا إذ سخرت لهم الذهب اليهودي والذكاء اليهودي لينهضا بهم، كأن العرب كانوا قد نسوا مدينتهم ومجدهم وافتقروا إلى السحت لإحياء ماضيهم الغابر. ومما يثير عجب القارئ ويبتعث ضحكه أن ينعى المؤلف على بريطانيا استخذاءها تلقاء العرب (الذين يعتبرون التأدب البريطاني جبناً والرحمة الإنجليزية ضعفاً فترد وفودهم إلى لندن ليملوا شروطهم كأنهم