عمار بن ياسر - أما والله لقد أخرجها إليك معاوية بيضاء، من أقر بها هلك ومن أنكرها هلك. مالك يا أبا الحسن؟ أشككتنا في ديننا ورددتنا على أعقابنا بعد مائة ألف قتلوا منا ومنهم؟ أفلا كان هذا (الاحتكام إلى كتاب الله) قبل السيف وقبل طلحة والزبير وعائشة؟ قد دعوك إلى ذلك فأبيت، وزعمت أنك أولى بالحق، وأن من خالفنا منهم ضال حلال الدم، وقد حكم الله تعالى في هذا المال ما قد سمعت. . . فإن كان القوم كفاراً مشركين فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حتى يفيئوا إلى أمر الله، وإن كانوا أهل فتنة فليس لنا أن نرفع السيف عنهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. والله ما اسلموا ولا أدوا الجزية ولا فاءوا إلى أمر الله ولا طفئت الفتنة. . .
علي - والله إني لهذا الأمر كاره!
- ٩ -
(في حرب صفين)
عمار - أيها الناس! ائتوني بضباح من لبن في قدح أروح له حلقة حمراء (يشرب ويحمد الله ويقول:) إن رسول الله قال لي إن آخر شربة أشربها من الدنيا شربة لبن. . . اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن اقذف بنفسي في هذا البحر لفعلته. . . اللهم انك تعلم أني لو أعلم أن رضاك في أن أضع ظبة سيفي في صدري ثم أنحني عليها حتى تخرج من ظهري لفعلت. وإني لا أعلم اليوم عملاً هو أرضى لك من جهاد هؤلاء الفاسقين، ولو أعلم أن عملاً من الأعمال هو أرضى لك منه لفعلته. . .
(عمار يهتف بالمسلمين من أصحاب علي)
- ألا من يبتغي رضوان الله علية ولا يؤوب إلى مال ولا ولد. . .؟
- (يقصد إليه مسلمون كثيرون فيهتف بهم)
- أيها الناس! اقصدوا بنا نحو هؤلاء الذين يبغون دم عثمان ويزعمون انه قتل مظلوماً؛ والله ما طلبتهم بدمه، ولكن القوم ذاقوا الدنيا فأستحبوها واستمرءوها وعلموا أن الحق إذا لزمهم حال بينهم وبين ما يتمرغون فيه من دنياهم. ولم يكن للقوم سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة الناس والولاية عليهم فخدعوا اتباعهم أن قالوا إمامنا قتل مظلوماً ليكونوا بذلك جبابرة ملوكا. . تلك مكيدة بلغوا بها ما ترون. . . ولولا هي ما تبعهم من