بعد يا حبيبتي أن أشيد لك القصر الذي حلمنا به، على رغم جهادي الطويل الشاق. . . إن هو إلا مرج شاسع حلو العشب، لا ينقصه إلا شخصك المعبود ليكون جنة ذات أعناب!) وتناولت ديانا يراعها وجلست تكتب إلى حبيبها وقد اختلطت في قلبها دنيا الأطماع بعالم الحب والأحلام:(حبيبي! لشد ما أود أن أجتاز الأطلنطيق إليك الآن. . . الآن. . . في هذه اللحظة. . . لأشفي حاجات الفؤاد المعذب. . . ولكن أصغ إلي. . . ألا نستطيع أن نتلبّث هكذا. . . كما نحن (!) حلقة أخرى من الزمان! خمس سنوات أخرَ يا صولوي، وأعود إليك امرأة ذات مال يا حبيبي! ألا نحتاج مالاً كثيراً نعمل به في مَرجك الشاسع فيضمن لنا حياة واسعة مخفرجة، نقضي نصفها كل عام في إنجلترا ونصفها الثاني في أمريكا؟ يا حبيبي! ألا تكون حماقة منا أن نهجر الطريق الذي يؤدي إلى أبدع الأماني بعد أن قطعنا نصفه. . .؟) وعندما ذهبت لتلقي بالخطاب في صندوق البريد، ذرفت دموعاً غزيرة، وتجاوب صدى وقع الخطاب في الصندوق في فراغ قلبها الذي ما يزال حب صولوي يملأه. . .
وكتب إليها صاحبها يقول:(أختاه! لقد علمتنا السنوات الخمس الماضية دروساً صارمة في فن العيش. . . علمتنا الأنفة والكبرياء. . . إننا الآن في مباراة عقيمة. . . وكل منا يشتهي أن يكون السابق المجلي. . . لقد نسيت أن أذكر لك في خطابي السابق أن المرج الذي أُنَضِّره لك ليكون جنتك الفيحاء، هو مرج من أبناء الطبيعة الذين لم تتلفهم المدنية، ولم تفسد سليقتهم الحضارة ذات البهارج. . . ولو أنك وافقت لصار بك الفردوس الموعود. . . ألا ما أروع السكون هنا؟ لا ضجيج كما هو عندكم في لندن. . . على كل سأبذل جهدي فأبتني القصر المشيد الذي يليق بأبهة مليكتي. . .!)
وجازفت ديانا فاشترت شركة النشر؛ وقد أحدثت هذه الخطوة الجريئة انقلاباً قوياً في حياتها، فقد باتت لا تفكر إلا في تنمية مواردها، ومضاعفة النجاح الذي كان لهذه الشركة قبل أن تحمل الاسم الجميل الجديد:(هـ. بْلَنْدِلْ) وقد اتسعت أعمال الشركة فعلا، واضطرد تقدمها، وبعث كل ذلك في نفس ديانا كثيراً من الزهو وكثيراً من الخيلاء، وكثيراً من هذا الشعور الذي هو نتيجة نجاح الطفرة وأثر من آثارها
لذلك كانت مفاجأة غريبة ألا تعلم تمار كوري، أعز صديقات ديانا وأوفاهن، إلا ذلك اليوم،