للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالقرون. . . أنظر. . .) ثم قذفت بالصورة إلى المدفأ فذهبت بها ألسن النيران

- لا أدري والله ماذا تعنين بهذا؟

- أعني أنني لا تهمني زخارف الحياة كما زعمت!

- إذن ماذا يهمك؟

- يهمني هذا العمل العتيد الذي بذلت له جهدي وقواي. . الـ (هـ. بلندل) يا صولوي! كيف أدعه يتلاشى!؟)

- غير أنك كنت تعلمين أنني قادم إليك!

- أجل، كنت أعلم هذا، بيد أنك تقول إنك في حاجة إلى خمس سنوات أخر، إلى حلقة ثالثة لتضمن لنا عيشاً هانئاً، وكيف؟ كم بقي من العمر لنقضي منه خمس سنوات تضيع عبثاً وعناء؟ وهذا العمل العظيم الذي شدته؟ كيف يضيع هو أيضاً عبثا؟ بل أقيم أنا هنا، لأنني أصبحت ضرورة لحياة كثيرين، أما هناك، أما في المرج البعيد النائي، فإنني أكون عبئاً عليك وعلى نفسي، وقد تقتلني الوحشة والركود يا صولوي! ماذا أكون هنالك؟ ماذا أعمل وقد تعودت العمل؟ أأكون متعة فقط؟

- لا. لا رأيت في حياتك مكروهاً كهذا المكروه! وكيف تكونين متعة لراعي قطعان!

- خمس سنوات أخر؟ ثم ماذا؟ ما الحياة يا صولوي حتى تريدها أن تحتمل كل هذا؟ لقد علمتنا الحياة فنونها القاسيات. . لقد علمتنا أن ننظر إليها بعين غير العين التي تعودناها في الصبا. . لقد كشفت لنا عن المعميات يا حبيبي! لقد وضحت لنا حقائقها بقدر ما غاضت أحاسيسها وترهاتها!)

- وما هي هذه الحقائق بالله عليك!؟

- هي الصراحة والجد، والجهاد والعمل، والتحصيل الذي يضمن للإنسان حياة طيبة موفورة قليلة البؤوس، حياة كريمة تتفق وكبرياء المرء، يرضى بها عقله، كما يستريح إليها جسمه!)

- وإذا عرضت عليك هذه الحياة، ولكن في مرج بكندا فلم ترفضين؟

- لشد ما يعزب عنك ما أريد يا صولوي! إن المادة لا تهمني إلى هذا الحد، ولكن يهمني ألا تتعذب روحي في هذا الركن من أركان الدنيا. . . أنا لم أتعود هذا اللون من الحياة الذي

<<  <  ج:
ص:  >  >>