شيء نحفظها؟ يقول سبنسر نفسه:(إن واجب التربية هو الأعداد للحياة بأوسع معانيها. وأهم ما في الحياة هو الحكم الصائب في كل الاتجاهات وجميع الظروف، ثم تربية الجسم والعقل، ثم الإعداد للعائلة والسعادة والوطن وخدمة المجتمع) وذلك كلام له وجاهته الخاصة دون ما شك. ولكن ألسنا نرى فيه إغفالا أو شبه إغفال لناحية الشعور بما فيه الدين؟
ويبسط لنا الأستاذ ريدجر غرض الملاءمة الآنف في فصل طريف فحواه الحياة بالعقل والروح ثم بالجسد في جو خلقي دائب التجدد، يقوم فيه الدين إلى جانب الفن، ويتسلط فيه الإنسان تسلطاً عاقلاً على البيئة، شاعراً أنها وطنه الذي يجد فيه المتعة العقلية والفنية، منتفعاً في نفس الوقت بكل ما فيها مما يفهمه ويقدره
أما الأستاذ فيقول إن غرض التربية (هو النمو المتشابه لقوى الفرد) وذلك قول له طرافة من الناحية النفسية التي تطالبنا بإيجاد التوازن بين قوانا بحيث لا يطغي فيها العقل على العاطفة، أو العاطفة على العقل، ولكنه لا يزال بعد مفتقراً إلى (تشريع) يوجه هذا النمو المتشابه به في نواحيه المنشودة
وأما أبناء العم سام فأغراض التربية عندهم هي:
(١) عضوية الأسرة الناجحة (٢) المهنة الموفقة (٣) الفراغ الممتع (٤) التمدن العاقل (٥) الصحة الحسنة (٦) المعاملات الطبية
ولكن واضح أن ذلك المستوى شعبي بحت لا يتناول (الفكر الراقي) كما ينبغي أن يتناوله
وتلك كما ترى آراء كثيرة توسع من مدى فكرنا وإن كانت لا تقف به عند رأي حازم جازم لأن طبيعة (الغاية الأخيرة) ذاتها تتطلب ذلك الخلاف مادام أن الأفراد أنفسهم هم الذين يتناولونها بالبسط والتحديد لأنها غايتهم. ويشعر الأستاذ ديوي نفسه بصعوبة الموقف فيقول:(ليس للتربية غاية أو غرض خاص، ولذلك يجب أن نأخذ في حسابنا نشاط من يراد تعليمهم وحاجاتهم الطبيعية والاكتسابية عندما نحدد للتربية والتعليم أغراضهما)
ويعقب الأستاذ يعقوب فام على هذا الرأي بقوله:(ليس التعليم منفصلاً عن الحياة حتى يقال إنه وسيلة لها، بل هو والحياة أمر واحد) ومعنى ذلك أن غاية التربية هي هي غاية الحياة. فترى ماذا عسى أن تكون تلك الغاية؟ أهي ذلك الثالوث الأقدس الذي ينادي به الأستاذ فيكتور كوزن في كتابه الطريف ثالوث الخير والحق والجمال؟ أم هي (التفكير الخالص)