للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واشنطون - ليس هذا ما عنيت الساعة يا سيدي. وإن كنت أرى أننا لو تعمقنا في الرأي الذي أبديته فنحن منتهون لا محالة إلى العزة الإلهية

نابليون - ولكنك حين تقول إن الحضارة قائمة على العقيدة أيها الجنرال ماذا تريد؟

واشنطون - أعني الصلة الروحية التي تبعث الناس إلى عمل يعلو على مآربهم الحيوانية القريبة. أفتحسب أن جنودك ماتوا من أجلك لأنك أكرهتهم على ذلك؟

نابليون: إنما أحسب جيشي دعامة حضارتي، وإن جيشي على كل حال قوة!

واشنطون - ما كان جيشك إلا شجاعة، وإيمان بك، وحب لفرنسا

نابليون - ومدافع وذخائر وطعام

واشنطون - كل أولئك (مادة ميتة) بغير العقيدة

نابليون - أتريد عقيدة بغير مدفع؟

واشنطون - خير من مدفع بغير عقيدة

جيتي مخاطباً نابليون - فالمي يا سيدي! تذكر معركة فالمي؟ لقد غلبت العقيدة بغير المدفع على المدفع بغير العقيدة في تلك المعركة. إنني معك أيها الرئيس، وإني لشاكر لك إجابة الإمبراطور وإن كان توجيه سؤاله إلي لعجبه من إيماني بعصبة الأمم. ولقد أردت أن أقول له إنني لم أؤمن بالعصبة إلا لإيماني بأن الجماعة من الناس ينبغي أن تبادر إلى حكم نفسها ساعة وجودها أو ساعة شعورها بوجودها، فأما وجد الشعور بالجماعة الدنيوية فالحكومة الدنيوية لابد لها من وجود)

ومناقشة أخرى تدور بين فولتير وكارل ماركس عن سخافة الروايات الروسية الحديثة، فيشير ماركس إلى أسباب اقتصادية لسخافتها، ويعود فولتير فيقول:

فولتير - حتى تثبت أن غباوة جماهير المدينة نجمت من أسباب اقتصادية

كارل ماركس - حقيقة ذلك ظاهرة

فولتير - بل هي على نقيض ذلك، فما الأسباب الاقتصادية إلا وقائع ثانوية؛ أما الوقائع الأولى فهي دوافع النفوس

كارل ماركس - كلمات وليس إلا كلمات

فولتير - أأنت فأر مدينة أم فأر خلاء (تلك حقيقة ثانوية أما الحقيقة الأولى فهي أنك فأر

<<  <  ج:
ص:  >  >>