- تباركت أيها الأب. . . ولكن ليحضر نائب صاحب الجلالة، فالخطب جلل. . . وتكاد نفسي تتصدع. . .
- نائب صاحب الجلالة؟ أي خطب جلل يا أربابي؟! أمون رع!! لطفك يا ربي المقدس!
وأرسل الكاهن الأكبر رسوله إلى نائب الملك فجاء مهرولاً في ثياب النوم، وجعل يلهث من الفزع والتعب، ويسأل الكاهن فيم أرسل إليه، وماذا أصاب والدة الملكة. . . فأشار الكاهن إلى الأم الباكية، فالتفتت إليه مذهولة وقالت:
- ابنتي! ابنتي يا نائب صاحب الجلالة!
- الملكة!
- بل العروس!
- ماذا؟ ماذا أصابها؟
- لا أدري. . .! إنها ليست في القصر! لا هي، ولا وصيفتاها!
- هل فتشت الغرف؟
- كلها!
- والحديقة؟
- وطيبة جميعاً. . .
- جريمة! إن في الأمر جريمة. . . لا بد من تبليغ مولاي! وكاد النائب المسبوه يرسل صيحة ذعره في المعبد، لولا أن أشار إليه رئيس الكهنة، فصمت. . . وقال فتاح الكاهن الأكبر:
- أتحسب أن من الخير أن نحمل هذا النبأ المروّع إلى ملكٍ ذهب أمس، وأمس فقط، على رأس جنوده ليؤدب أعداءه؟ لا، لا، ليس هذا عندي برأي. . . إنها أول حربٍ يشنها الملك، فكيف نُثنيه بمثل هذا عن عزمه؟!
- فما الرأي إذن؟
- اهدأ يا نائب صاحب الجلالة، فنحن بين يَديْ أمون، ويوشك رَعْ أن يهدينا بِسَنا نوره ولألاء حكمته
ويرى الكاهن الأكبر أول شعاعة من شعاع الشمس تدخل من كوة الشرق في الصومعة،