للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفترة القائمة بين التاسع والثالث عشر من فبراير. وقد ذكر المجمع في مذكرته إلى وزارة المالية أن الغاية من هذا الاشتراك هو تبادل الرأي في توحيد المصطلحات الطبية في اللغة العربية، واقترح ندب الأستاذين الشيخ أحمد علي الإسكندري وعلي الجارم بك لتمثيل المجمع في تلك الدورة وقد وافقت وزارة المالية على هذه المذكرة

كتاب شائق عن شعب غريب

صدرت أخيراً ترجمة فرنسية لمؤلف يمتاز بطرافته العلمية والتاريخية هو كتاب العلامة الدانمركي بركت سميث عن قبائل الإسكيمو، وعنوانه والعلامة بركت سميث هو مدير المتحف الوطني في كوبنهاجن، وهو أشهر حجة معاصر في أحوال هذا الشعب القطبي الغريب. وتسكن قبائل الإسكيمو كما هو معروف في أطراف الجزيرة الخضراء (جرينلند) وشمال ألاسكا وعلى أطراف بوغاز بيرنج وأطراف الأرض الجديدة الشمالية؛ وكان أول من عرفه بعض الملاحين من جزيرة (ايسلنده) في القرن التاسع الميلادي، ثم عرفه النورمانيون واحتلوا شواطئ الجزيرة الخضراء حيناً حتى أواخر القرن الخامس عشر؛ وجاء من بعدهم الرحالة الإنكليزي مارتن فروبشر فازدادت معرفة العالم المتمدن بقبائل الإسكيمو. وقام المكتشفون الروس والدنمركيون برحلات عديدة في هذه الأنحاء الثلجية النائية. ولما احتلت الدانمارك أطراف الجزيرة الخضراء قام علماؤها بمباحث كثيرة عن أصل الإسكيمو وأحوالهم؛ وأنشئ في كوبنهاجن متحف طبيعي للإسكيمو هو أعظم متحف من نوعه

وقد اختلفت آراء العلماء في أصل هذا الشعب الغريب الذي لا يزيد تعداده اليوم على أربعين ألف نسمة موزعة بين هذه الأنحاء الشاسعة، فذكر بعضهم أنه من سلالة (الفليولوتين) الذين يرجعون إلى العصر (المجدليني) ولكن الظاهر أن هذا الرأي لا يعتبر نهائياً من الوجهة العلمية. وما زال علماء الأجناس والبيولوجيا والأنثروبولوجيا يحاولون الوقوف على أصول هذا الشعب. ويمتاز الإسكيمو بقصر القامة وبسطة العظام؛ وهم ضعاف على الأغلب ويعيشون في ثلج دائم وينقرضون بسرعة. وقد رأت الأمم التي تهتم بمصير هذا الشعب والمحافظة على بقيته الباقية من الانقراض أن تعقد في شهر أغسطس الأتي مؤتمراً علمياً لمباحث الأجناس والأنثروبولوجيا، وسيكون للإسكيمو من مباحثه أكبر

<<  <  ج:
ص:  >  >>