ويستعرض الأستاذ بركت سميث في كتابه المشار إليه تاريخ الإسكيمو وأحوالهم الجنسية والاجتماعية، ويستند في معلوماته إلى الدرس والمشاهدة الشخصية لأنه عرف الأرض الخضراء منذ حداثته، وعاش بين الإسكيمو ردحاً من الزمن، ودرس لغتهم وعاش عيشتهم، ويصف لنا عقليتهم وأحوالهم النفسية والاجتماعية ببراعة، وكتابه كالقصة الشائقة ينتقل الإنسان فيه بين عجائب وغرائب مدهشة
ويهيب الأستاذ بركت في كتابه بالأمم الأوربية أن تعمل لصون هذا الشعب المسكين من الانقراض، وأن تبذل وسعها للمحافظة على هذه التحفة الإنسانية)
هل يشفي غبار الصحراء مرض السل
من أنباء ألمانيا الأخيرة أن حواراً علمياً هاماً يدور فيها حول اختراع طبي قام به العلامة الطبيعي الدكتور أرنست جيركي لشفاء مرض السل. وللدكتور جيركي رأي غريب في ذلك وهو أن السل يمكن شفاؤه باستنشاق غبار الصحراء، وقد انتهى إلى ذلك بعد تجارب طويلة، وأنشأ بالفعل لذلك جهازاً طبياً يعرف بجهاز جيركي يمكن للمريض أن يستنشق بواسطته غبار الصحراء المودع فيه بطريقة فنية، وتفيده المثابرة على ذلك فائدة كبيرة وتنتهي بتقوية الرئتين والسير نحو الشفاء. ويقول الدكتور جيركي أن ما يلاحظ من شفاء المرضى الذين يقيمون في أعالي الجبال إنما يرجع إلى استنشاق هذا الغبار بالذات وهو يهب من الصحراء في مواسم معينة حتى يصل إلى هذه الأنحاء، وأنه يمكن بواسطة جهازه أن يستغني المرضى عن الإقامة في المناطق الجبلية والسفر إلى مصر وغيرها من الأقاليم الصحرية
وقد أنكر بعض العلماء نظرية جيركي وحمل عليه بالأخص عالم طبيعي سويسري هو الدكتور ميركوفر، وقال إن نظريته لا ترجع إلى أصول علمية، وأنها مضاربة لا تزيد عن زعم أولئك الذين قالوا من قبل بأن السرطان يمكن أن يشفى بالأشعة وأمثالها؛ وأن غبار الصحراء لا يهب إلا على شواطئ البحر الأبيض المتوسط والجهات القريبة ولا أثر له في أعالي الجبال
وما زالت النظرية موضع الجدل الشديد في مختلف الأوساط العلمية.