للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مرة لزيارة صديقه الأستاذ إسماعيل مظهر صاحب العصور، فسأله تتمة هذه السلسة في نقد الأستاذ عفيفي، فاعتذر الرافعي وقال: حسبي ما كتبت عنه وحسْبه. قال الأستاذ مظهر: فاكتب عن غيره من الشعراء. إن في هذه المقالات لمثالا يحتذيه الذين يريدون أن يحرروا بالنقد عقولهم من عبادة الأشخاص ووثنية الصحافة!

فتنبه الرافعي إلى شيء في نفسه، وجلس إلى مكتب في دار العصور فكتب مقاله الأول من كتاب على السفود؛ وتوالت مقالاته من بعد في أعداد المجلة متتابعة في كل شهر. فلما تمت هذه المقالات نشرها الأستاذ إسماعيل مظهر في كتاب قدم له بمقدمة بإمضائه يبين فيها ما دفعه إلى نشر هذا الكتاب الذي لم يكتب على غلافه اسم مؤلفه، ورمز إليه بكلمة (بقلم إمام من أئمة الأدب العربي)

وفي الأسبوع المقبل إن شاء الله حديثنا عن الكتاب ونهجه

(شبرا)

محمد سعيد العريان

مصر وفلسطين

لأستاذ جليل

سمع الناس في الخافقين منذ أشهر كلمة مصر الإسلامية العربية في (دار العصبة) في شأن فلسطين وذلك التقسيم المقطِّع الممزِّق، وتلوا في هذا اليوم كتاب رجال من (دار الندوة) ومجلس الشيوخ فيها إلى سفير الإنكليز، وفي الكتاب ما فيه. وهذه كلمة ذات زئير ونهيم قالتها مصر منذ قرون حين سأل الغرب مثل الذي يبغيه اليوم. وقد رواها (صبح الأعشى) من (التعريف بالمصطلح الشريف)، وإنها لتنادي مفصحة مبينة على أن مصر هي مصر في كل وقت، وأنها لن تنام عن مظاهرة أخ في الدين أو العربية مستطاعة. وفي رواية (التعريف) ألفاظ عامية لا تنحط بها قيمها بل تغليها؛ وإن كثيراً من الباحثين اليوم ليهتمون بالوقوف على مثلها. وهذه هي الطرفة التاريخية:

(قال في (التعريف): أما الرِّيد فَرَنسي فلم يرد له إلا رسول واحد أبرق وأرعد، وجاء يطلب بيت المقدس على أنه يفتح له ساحل قيسارية أو عسقلان، ويكون للإسلام بهما ولاة

<<  <  ج:
ص:  >  >>