للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- أقدم عشرة دنانير

- أنا أترك لك هذا الميدان من أجل عشرة دنانير؟ هيهات!

- يا سيد، أنت في وطنك وأنا غريب

- ونحن لا نترك خيرات بلادنا للأجانب

- أنا لست أجنبياً بالمعنى البغيض لهذه الكلمة، فأنا مسلم مثلك وأتكلم اللغة العربية

- إنك رجل لبق يا شيخ، ولكني لا أترك هذا الميدان بعشرة دنانير

- أنا لم أغنم من هذا الموسم غير أربعين ديناراً

- أنت إذاً جهول! ولو كنت مكانك لجمعت ألف دينار في شهرين

- هذا ما وقع وأنت تعرف يا سيدي أن عمل السحر صار قليل المكاسب بفضل المقالات التي تكتب ضده كل يوم. وأنت يا زميلي تعرف ما جنت علينا حذلقة أصحاب الجرائد والمجلات

- إذن تدفع عشرين وتحفظ لنفسك عشرين

فقبل الرجل وقدم المبلغ، فأخذته وانصرفت

وقد علمت بعد ذلك أن عرائس الشاطئ شككن في قدرته على فهم أسرار الكف فبار سوقه وضاع

أما أنا فمضيت في دراسة هذا العلم النفيس حتى تفوقت فيه، ولكل مجتهد نصيب

أليس من الغريب أن يكون هذا حالي في العلم بمصاير القلوب ثم أجهل مصير قلبي؟

إن هذا لدليل على ضعف القدرة البشرية، إن كان ذلك ما يرتاب فيه الزنادقة والملحدون

جلست إلى الرمل أستلهمه وأستوحيه، والأمر للهوى

- يابا، يابا

- نعي يا عمي

- لك أعداء في الشام، وسينصرك الله عليهم

- طيب، طيب! (وماذا جنيت حتى يكون لي أعداء في الشام أو لبنان؟)

- ولك أعداء في مصر، وسينصرك الله عليهم، قل آمين

- آمين، آمين!

<<  <  ج:
ص:  >  >>