أمها وجداتها فحفظت قلبي سليما من الهموم التي تزلزل عزائم الرجال
وإذاً فلن تخرج ليلى ولن يراها أعضاء المؤتمر الطبي
كذلك صممت ولن أرجع عما صممت
ومضيت إلى دار المعلمين العالية فإذا خطاب بالبريد الجوي وعلى غلافه:
(وزارة المعارف العمومية)
(مكتب الوكيل)
وزارة المعارف ومكتب الوكيل؟ وبالبريد الجوي؟
يا فتاح يا عليم!
أتكون وزارة المعارف أرادت أن ترجعني إلى مصر للتفتيش بالسنة التوجيهية والعياذ بالله؟
أتكون وزارة المعارف فكرت في إلغاء انتدابي لمداواة ليلى المريضة في العراق؟
ومرّت بالبال خواطر كثيرة، إلا خاطراً واحداً، هو أن تكون وزارة المعارف فكرت في تسديد ما عليها من الديون. وهل في الدنيا إنسان يبادر بتسديد ما عليه من ديون بلا طلب وبلا إلحاح؟ إن ديوني على وزارة المعارف ديون ثقيلة؛ ولن تدفعها إلا يوم يشهد معالي الوزير أو سعادة الوكيل بأنني رجل مظلوم لن يصل إلى مناصب تلاميذه إلا بعد أعوام طوال
ثم تشجعت وفضضت الخطاب فإذا سعادة العشماوي بك يخبرني بأنه قادم مع أعضاء المؤتمر الطبي، وأنه يسره أن يراني وأن يرى المصريين المقيمين بالعراق
ولكن لماذا اختصني سعادة العشماوي بك بهذا الخطاب؟
أغلب الظن أن يكون بعض الدساسين كتب إليه أني لا أؤدي الواجب في خدمة ليلى، فهو يريد أن يرى بعينيه ما صنعت في خدمة ليلاي
وإذاً فسيكون من الحتم أن تخرج ليلى لحضور حفلة الافتتاح
فما هذه المشكلات التي تثور في وجهي من حين إلى حين؟
من حق العشماوي بك أن يرى ليلى، ومن حقي أن أحجب عنه ليلاي
وأشهد أني قضيت يومين في درس هذا الموضوع الخطير. وكنت لا أعرف بالضبط: هل أغار على ليلى؟ أم أخاف على العشماوي بك؟ والحق أني أغار على ليلى وأخاف عليه،