وشاع في أروقة وزارة المعارف أن العشماوي بك حضر قبل الموعد، فمضيت للبحث عنه فنادق بغداد فعرفت أنه لم يحضر. فتمنيت لو أسمع أنه عدل نهائياً عن الحضور مع شدة الشوق إليه
وفي مساء اليوم التالي سألت فعرفت أنه في المفوضية المصرية، فذهبت للسلام عليه فاستقبلني بالعناق، فعرفت أن الشر الذي ساورني كان من أوهام الظنون
وبعد لحظة دعاني إلى حديث خاص فقلت: لعله خير. فقال: كيف حال ليلى؟ لا تكتم عني شيئاً، فليس لك في وزارة المعارف صديق أخلص مني. إنهم يشيعون في مصر وفي العراق أنك لا تخدم ليلى بإخلاص، فهل هذا صحيح؟
فقلت: إنك تعلم يا سعادة الأستاذ أني لا أملك غير ذخيرة الإخلاص. وقد بذلت في سبيل ليلى ما بذلت، وعند الله جزائي
فقال: هذه مسألة هينة، وسيحكم فيها المؤتمر الطبي
فقلت: أي مؤتمر يا مولاي؟
فقال: المؤتمر الذي نظمته الجمعية الطبية المصرية لمعاونتك على مداواة ليلى المريضة في العراق
فقلت: وإذا كانت ليلى لا تريد أن ترى أحداً غيري من الأطباء؟
فقال: ليس الأمر إلى ليلى ولا إليك، فقد تكونان عاشقين يطيب لكما الاستشهاد في الحب. ويجب أن تفهم أن الحكومة لا تقبل أن يتحول الجد إلى مزاح
وارتفع صوت العشماوي بك، فأقبل عزام بك يسأل عما بيننا من خلاف. فلخصت القضية فقال: وما الذي يخفيك من أعضاء المؤتمر الطبي؟
فقصصت عليهما ما سمعت في فندق استوريا. فتأثر العشماوي بك وقال: الحق معك يا دكتور زكي. ولكن ماذا أقول حين أرجع إلى مصر وليس معي وثيقة رسمية عن صحة ليلى؟
وهنا ظهرت البراعة السياسية لوزير مصر المفوض في العراق فقال: تحضر ليلى حفلة الافتتاح وهي متنكرة في زي امرأة حضرية عرفت أزياء باريس، ويسلم عليها سعادة