للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غير أن هذه المعالجة يجب أن تبقى دائماً داخل نطاق الوطنية. . . إن للعمال حقوقاً طبيعة يجب أن ينالوها، غير أنه يجب أن يعرفوا - في الوقت نفسه - أن هناك أمة يجب أن يخدموها، ووطن يجب أن يعتزوا به، ودولة يجب أن يعتمدوا عليها. . . ولأصحاب رؤوس الأموال أيضاً حقوق يجب ألا يفقدوها، غير أنه يجب أن يعرفوا هم أيضاً أن هناك أمة ووطناً ودولة، وأن الأموال التي تحت حيازتهم لم تتكون وتتجمع إلا بفضل مساعي العمال وبفضل أعمال الدولة التي تضمن الأمن العام، وتنشئ المرافق العامة. فللدولة والأمة والعمال أيضاً حق في هذه الأموال. فعلى الحكومة أن تتولى بنفسها تنظيم العلائق بين العمال وأصحاب رؤوس الأموال على ضوء هذه الأسس؛ عليها ألا تترك هاتين القوتين وشأنهما تتنازعان، وعليها أن تعمل كل ما يمكن عمله لجعل هاتين القوتين متآزرتين كما تقتضيه مصالح الأمة والوطن. . .

فنستطيع أن نقول بهذا الاعتبار إن الاشتراكية الوطنية السائدة في ألمانيا تكون قطباً معاكساً للشيوعية الحاكمة في روسيا. . . وأما النظم النقابية المؤسسة في إيطاليا فهي أيضاً تقف في هذه القضية بجانب الاشتراكية الوطنية موقفاً معاكساً لوقف الشيوعية. . .

فإن الشيوعية لا تبالي بالوطنية، وتدعو إلى الأممية؛ في حين أن النازية - مثل الفاشية - تتمسك بالوطنية وتعارض الأممية. . .

إن عنصر الأممية الذي يدخل في تكوين الشيوعية هو الذي يجعلها خطراً على كيان سائر الدول، ويضطر الأحزاب الوطنية فيها إلى مقاومتها بشدة، ومناضلتها بعنف. . . لأن البلشفية لا تهدد كيان الدول والأمم من جراء احتمال إقدامها على شن الغارة عليها بواسطة حملات عسكرية ترسلها من وراء حدودها فقط. . . بل تهدد كيان الدول والأمم في داخلها من جراء الدعايات التي تقوم بها بين أهليها، وبواسطة التشكيلات التي توجدها بين أبنائها. . .

وهذا الذي يجعل النضال بينها وبين معارضيها عنيفاً جداً. . .

ماذا يجب أن يكون موقفنا نحن - أبناء العرب - من هذا النضال العنيف؟ بين هذه المذاهب الاجتماعية المتضاربة؟

أولاً - يجب أن نلاحظ قبل كل شئ أن المشاكل التي نعانيها نحن أبناء العرب تختلف

<<  <  ج:
ص:  >  >>