للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العالية. . . ولكن لوريللا تدفع عظاته في ثورة جامحة ونقمة على الرجال لا تعرف التسليم

ويسمع أنطونيو هذا كله. . . فيقف من الفتاة على مثل فوهة فيزوف!

ومتع النهار، وألقت الفلك مراسيها عند كابري، ونزل أنطونيو في الماء ليحمل القس إلى الشاطئ، ثم عاد ليحمل لوريللا. . .

- لا. . . لن يحملني رجل ما حييت!

ثم حسرت عن ساقيها. . . الساقين الجميلتين المرمريتين. . . ونزلت إلى الماء السعيد! حاملة حزمتها. . . وتبعها أنطونيو. . . وفوق كتفه سلة من البرتقال سيبيعها في سوق كابري

ورجاها القس أن تذكره عند أمها، وأن تذكر لها أنه ربما زارها غداة غد. . . ثم أخذ طريقه إلى كابري. . . وأخذت طريقها إلى أنا كابري. . .

وكانت في نفسها أشياء. . . وكانت في نفس أنطونيو أشياء. . . فلما بعد القس التفتت فجأة لترى إلى أنطونيو في الفلك. . فما كان أشد حياءها حين رأته خلفها، وعيناه مسمرتان في عينيها!

وباع أنطونيو برتقاله. . . وعاد في ساعة إلى الفلك. . . وجلس فيه على أحر من الجمر ينتظر عودة لوريللا!

وما هي إلا ساعة أو نحوها حتى أقبلت الفتاة تتهادى كالقطاة وقد نهد ثدياها واهتزا، ولعبت فوقهما شياطين البحر الأبيض. . فلما رآها أنطونيو وثب في الفلك، ونشر الشراع، ورفع المرساة واستعد للإقلاع بصاحبته من فوره

وجلست لوريللا في طرف المركب، وولت ظهرها للملاح الشاب، بحيث لم يكن يستطيع أن يرى إلا صورة جانبية (بروفيل) من وجهها الجميل، مطبوعة في السماء الصافية مرة، وفي الماء الساكن مرة أخرى

لقد كان نصف فمها الجميل الخمري الأحمر، وخدها الأسيل الوردي، ووجنتها الناصعة ذات الزغب، وعنقها الطويل الشفشاف، لقد كان ذلك يثير في قلب أنطونيو صنوفاً من العذاب الخائف، والألم المذعور. . . لا عهد له بمثلها أبداً. . .

ولم يقلع أنطونيو. . . وأخرجت الفتاة رغيفها وأخذت تتغدى. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>