للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأخرج الملاح برتقالات فقدمها لها وقال: (لا تحسبي أنني ادخرتها لك. . . بل. . . لقد سقطت من غير قصد من السلة قبل أن ننزل إلى البر، فان شئت فكليها. . .

- بل كلها أنت. . . فالخبز القفار يكفيني!

- إنهن خير ما يؤكل في هذا الحر القائظ، لا سيما وقد مشيت كثيراً!

- لقد شربت في الطريق، وهذا حسبي!

- إذن. . . خذيها لوالدتك!

- عندنا برتقال كثير، وسنشتري غيره إن نفد!

- وماذا لو أخذت هذه البرتقالات، وقدمتها إليها مع تسليماتي؟!

- وكيف، وهي لا تعرفك؟

- خبريها عني!

- أخبرها عنك وأنا لا أعرفك؟

لقد كذبت لوريللا في هذه الدعوى. . . فلقد كانت تعرف أنطونيو، وكان أول هذه المعرفة في يوم كان يبثها حبيبها المصور هواه عند شاطئ البحر

ياله من يوم هائل ذلك اليوم! لقد لمح نفر من الملاحين الحبيبين الصغيرين يتناجيان فتغامزوا بهما، ثم أنشئوا يحذفونهما بحصوات. . . لكن أنطونيو الشجاع، لم يرضه ذلك المسلك المعيب الشائن من رفاقه، فانبرى لهم، ودفع عن الحبيبين أذاهم. . . فكيف مع ذاك لا تعرفه لوريللا!؟

ثم جلسا صامتين. . .

وبدا للملاح العاشق أن يبحر من فوره قبل أن يصل أحد فيتلف عليه تدبيره الذي خطر له في مثل البرق

وتعمد أنطونيو أن يدخل بالفلك في صميم البحر. . . ليكون بعيداً من الشاطئ ما استطاع. . . فلما حصل ثمة. . . أنزل الشراع فجأة، وترك الفلك تتقاذفها الأمواج. . . ثم توجه نحوها وهتف بها يقول:

- أنت لا تعرفيني؟ إذن يجب أن أضع حدَّا لعبثك بي! وينبغي أن أطلقك على ما أترع به قلبي بسببك. . . إنني لا أطيق أن أصبر على طول صدك يا لوريللا. . .!

<<  <  ج:
ص:  >  >>