للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أمكنه أن ينهض بفكرته وأن يرفع لواءها سليماً من الطعن، أو نكص بها مردوداً من قريعه ومنازله، فإنه مشكور له أجر المجتهد أخطأ أم أصاب، وحبذا الناضل والمنضول في سبيل الحقيقة العلمية خالصة لله منزهة عن الأغراض

محمد فهمي عبد اللطيف

رئيس التحرير وقصص أخرى

(مجموعة أقاصيص أصدرها الأديب صلاح الدين ذهني)

للأستاذ زكي طليمات

القصة المصرية تسير بل تركض. . .

فمذ أطلت برأسها علينا في (حديث عيسى بن هشام) للمويلحي تخفي وجهها بخمار عربي من وشى أنامل تذكرنا بنسيجها الأول في (مقامات الحريري) و (بديع الزمان)، إلى أن أسفرت عن وجهها مصرية من غير نقاب في (زينب) لهيكل، إلى أن صلب عودها واستفاضت بشرتها بحمرة مياه النيل في قصص محمود تيمور، وقبل ذلك في أقاصيص شقيقه محمد، إلى ما لم تدخره حافظتي من أسماء قصاصين من أدباء مصر والشرق العربي أبوا إلا أن يغامروا بأقلامهم في معالجة هذا اللون الجديد من الأدب العربي. منذ ذلك الحين والقصة المصرية توالينا بنتاج لا ينقطع، وكأنها تأبى إلا أن تكون شغل الأدب والنقد في هذه الأيام

القصة المصرية صبية جامحة تياهة مزهوة فهي لا تعرف فضيلة التواضع، تتحدث بصوت جهير كلما ملكتها شهوة الكلام، ولا ندري فعل التفكير والمراجعة وأثر التحري والاستجمام في إتيان الوثبة الواسعة؛ وما هذا بالأمر المستغرب لأنه يرجع إلى طبيعة الشيء. وكأني بالأديب المصري اليوم، وقد استشعر ماهية شخصيته بتأثير النضال الاستقلالي وبعوامل النزاع القومي وبما يعمر رأسه من أصداء الأدب الغربي وفي مقدمتها القصة. كأني به أصبح لا يرتاح إلىالإفصاح عن خلجات نفسه والشكاية من هصره إلا عن طريق التدخل في أديم شخصيات يبتدعها خياله بعد أن ينتزع معينها من البيئة التي يعيش فيها، فيسجل ببراعة دقائق هذه الشخصيات في سرد قصصي يطريه الحوار وتغلفه

<<  <  ج:
ص:  >  >>