فكانت بلد المحبوب عندي هي المائدة التي تجلس عليها صاحبة العينين، ولكن أين من (يوديني) هناك؟ إن أسوان أقرب من هذه المائدة وليس بيني وبينها غير ثلاث خطوات
يا مسافر على بحر النيل ... أنا ليَّ في مصر خليل
فرمقتني صاحبة العينين بنظرة حنان. فمن الذي أعلمها أني نشأت في ديار النيل؟ من أعلمها ذلك وعلى رأسي سدارة، والمصريون كلهم مطربشون!
وهممت بالتسليم عليها، ولكن صدتني العصابة التي كانت تحرسها مني، وصدني أن مكاني كان قريباً من مكان رئيس الوزراء
ثم تقوض المجلس وانفض الناس، والدنيا اجتماع وافتراق
كيف السبيل إلى رؤية هذه الظبية في المساء؟
إنها ستكون بالسهرة البغدادية التي وُعد بها المؤتمرون
وأنا ممنوع من سهرة بغداد
ولكن من الذي يمنعني؟
هو أمين العاصمة حضرة صاحب المعالي أرشد العمري.
أهلاً وسهلاً بمعالي الأمين!
أأنت الذي يمنع الدكتور مبارك من ليلة بغداد بعد أن كتب عن مجد بغداد ما لم يكتب مثله كاتب في قديم ولا حديث؟
أنت مهندس بغداد، وأنا أديب بغداد، وسترى لمن يكون الخلود. . .
وأخذت أفكر فيما سأصنع، فهذه الظبية ستكون في المرقص وسأجد الفرصة لمخاصرتها مرة أو مرتين بعد أن يتلطف الشراب في رياضة العصابة التي تحرسها مني!
وأنا قد تعلمت الرقص في باريس وأخشى أن أنساه، وحياة العلم مذاكرته كما قال القدماء
وهل من الإثم أن أهتم بمذاكرة ما تعلمت؟ وهل أنفقت من الوقت والمال في سبيل الرقص ما أنفقت لتضيع مني فرصة من فرص بغداد؟
لابُدّ من حضور هذه السهرة.
لابُدّ مما ليس منه بُدُّ
ولكن كيف ألقى معالي أرشد العمري وهو غضبان؟