ولكن سيد الرسل يعتصم بسيد الأخلاق، ويقابل الأمر بابتسامة هادئة، ثم، ثم لا يفعل شيئاً
- ٣ -
ما بال رسول الله يبطئ في بيت زينب؟ ألم يأته نبأ عائشة وسائر زوجاته وهن ينتظرنه على أحر من الجمر، ويعددن له الثواني والدقائق؟
اعتاد الرسول أن يطوف ببيوت نسائه غب صلاة العصر، ولكنه اليوم يحتبس في بيت زينب زمناً طويلا، وعقارب الغيرة تنفث لعابها في نفوس عائشة وصواحبها. وهل تسلم المرأة من الغيرة وإن كانت زوجة رسول؟
انعقد المؤتمر في بيت عائشة، وطرح المسألة على بساط البحث، ثم قرر قراراً طابت به نفوس الجميع
لقد تعودت زينب أن تسقي الرسول عسلا ذات رائحة حادة، فما ضر المؤتمرات أن يتخذن من حلاوة هذا العسل أداة انتقام مرة، وسلاحاً يشهرنه في وجه الرسول؟ إيه يا حفصة! إيه يا سودة! إذا انصرف الرسول عن زينب إلى أيتنا فلتبد شيئاً من الاشمئزاز، ولتقل إني أشم ريح مغافير. ونساء الرسول يعلمن مبلغ حرصه على النظافة، وعلى طيب نكهة فيه، ويعلمن أن الطيب إحدى ثلاث حببن إليه، وأن النظافة وتطهير الجسد حجران يقوم عليها دينه الجديد، فما ضرهن أن يستغللن هذه الناحية في هذا الظرف؟
ثم يتم الرسول طوافه فإذا برائحة المغافير تدخل كل أنف، وتخرج من كل فم، فيحرمه على نفسه، ثم ينكشف له السر
ولكن سيد الرسل يعتصم بسيد الأخلاق، ويقابل الأمر بابتسامة هادئة
- ٤ -
زادت العَلاَّت واحدة بميلاد الطفل إبراهيم، وارتفعت مارية الجارية المصرية إلى مصاف زوجات الرسول من الحرائر العربيات. هاهو ذا يأمر أن يقام لها بيت يتاخم بيوت نسائه، بعد أن كانت تقيم بمكان ناء، وينظر إليها نظرة القرين إلى القرين، لا نظرة السيد إلى ملك اليمين. وهاهو ذا يغدو ويروح وطفله على ذراعه يدلله ويناغيه، ويمطر جبينه بوابل من قبلات لا تستشعر لذتها إلا شفاه الآباء، ولم لا يفعل؟ أليس محمد بشراً قبل أن يكون