المتوسط الذي هو جزء من بحر هائل أحاط بالخريطة الشاملة لبقع بيضاء تمثل الجزائر وأشباهها.
وإذا انتقلنا إلى فنون المقاتلة التي كانت ولا تزال شاغلة لأذهان الملوك، نجد سفراً شاملا لطرقها وقواعدها، اسمه كتاب السؤال والأمنية في أعمال الفروسية لمحمد بن زين الدين العثماني، يرجع تاريخ تأليفه إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وهو مزين بتصاوير توضح فصوله. والصورة (ش٣) تبين فارسين وقد امتطى كل منهما ظهر جواده وربط ذيل كل منهما بالآخر حتى لا يفترا ولا يبتعدا؛ فيتمكن كل فارس من مبارزة خصمه، ووقف الجوادان على أرض مزروعة ذات زهر، وكان المصور حريصاً على تجميل الخيل وسروجها كما تلاحظ على اللوحة
ومما يثبت نجاح المسلمين في العلوم الفلكية والميكانيكية التي بنى عليها فن التوقيت بالساعات بعد المزاول، ما نراه في الصورة الرابعة المنقولة من كتاب علم الساعات والعمل بها تأليف رضوان ابن محمد الخرساني، والتي تمثل دائرة عليها ساعات النهار الإثنتا عشرة، وساعات الليل نظيرتها في النصف الأعلى من الدائرة حيث ترى قنديلاً معلقاً بسلك رفيع. والى اليسار ثقلان معلقان بسلك آخر، أحدهما توسط ارتفاع الصورة، والآخر قريب من أسفلها، وهما متصلان بالسلك المرتكز على بكرة في الركن الأعلى الأيسر. وعند الثقل الأسفل طيراً كان المقصود منه أن ينقر بمنقاره لتحديد الوقت. أما المجاري الرفيعة التي توسطت الصورة حيث النقط البيضاء المستديرة، فهذه كانت طريقا لأثقال تمر منها في أوقات معينة، مارة بفتحة في رأس الطائر الذي ترى عند قدميه وعاء نصف مستدير لجمع هذه الأثقال
والصورة الخامسة مأخوذة من فصل من كتاب السر الروحاني في علم الكيمياء القديمة الذي يرجع تاريخ تأليفه إلى القرن السابع عشر الميلادي، وكتب فيها السويد في الطبايع في العمل الأول، وبالنظر إليها ترى رأس الغول في الركن الأعلى الأيسر، وهو عبارة عن وجه مستدير لآدمي له عينان واسعتان مستديرتان وأنف أفطس وأسنان فظيعة، والى جانبه عقاب واقف على قوس وآخر على شجرة مثمرة وهو أسود اللون، قال المؤلف:(وقد طار الناس من هذا السواد الأول، وأما الغراب الثاني فمنقاره أحمر)، وفي وسط الصورة على