للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجنوب درجة واحدة. ثم اجتمعوا عند المفترق وقابلوا على ما وجدوه فكان مع إحداهما ستة وخمسون ميلاً وثلث ميل، ومع الأخرى ستة وخمسون ميلاً بلا كسر، فأخذ بالأقل)

قيل: (واشتغل الرازي بالكيمياء وأستكشف ما أسماه (زيت الزاج) وهو الحامض الكبريتيك والكحول. أستحضر الأول بإستقطار كبريتات الحديد واسمه في العربية الزاج الأخضر فلما استقطره خرج منه سائل سماه زيت الزاج. ولا تزال الطريقة التي اتبعها الرازي في استخراج ذلك الحامض متبعة في استخراجه إلى اليوم. أما الكحول فقد استحضره بإستقطار المواد نشوية وسكرية مختمرة.

وقيل: (أسس المأمون الخليفة العباسي مدرسة بغداد سنة ٢١٧هـ (٨٣٢م) وسماها بيت الحكمة وعهد بها إلى عناية يحيى بن ماسويه الذي توفي سنة ٨٥٧م. وكان من المؤلفين في السريانية والعربية. أما مقالته في الحميات فقد كانت العمدة في دراسة تلك الأمراض زمناً طويلاً. وقد نقلت من بعد إلى اللاتينية والعبرية.

ويعتقد المؤرخون إن أكبر الأعمال التي قام بها بيت الحكمة شأناً ترجع إلى الجهود التي بذلها تلاميذ يحيى بن ماسويه ومنهم الرجل الفذ أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي المتوفى سنة ٨٧٦م فقد نقل فضلاً عما نقل من المؤلفات الطبية، جزءاً من منطق أرسطو (الأورغانون) وبعد أن درس أبو زيد في بغداد رحل إلى الإسكندرية، وعاد منها مزوداً بكل ثمار الدرس التي كانت شائعة في عهده متقناً للغة اليونانية التي استخدمها في النقل إلى السريانية والعربية.

ثم قيل: واجتمع معه في بيت الحكمة ابنه إسحاق وابن أخته حبيش الأعسم الدمشقي. وترجم حنين إلى العربية مقالات إقليدس وبضعة مؤلفات عن جالينوس وأبقراط وأرخميدس وايولونيوس الفرغايوسى، وهو أكبر من اشتغل بالهندسة في العالم اليوناني بعد اقليدس. ولقد ترجم أبو زيد عن غير هؤلاء كما ترجم الجمهورية، وكتاب طيماوس لأفلاطون وقاطيغورياس والموسيقا والماغتاموراليا أي الأخلاق الكبير عن أرسطوطاليس وتعليقات طيموستيوس على المقال الثلاثين من الفيزيقا. كذلك ترجم كتاب أرسطوطاليس في المعادن، وهو كتاب ظلَّ زماناً طويلاً مرجعاً من أهم المراجع في درس الكيمياء، وعن اصله اليوناني أخذ بولس الأجانيطي.

<<  <  ج:
ص:  >  >>