للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في الصورة بجانبك؟ اعترف يا جاهل بأن الله رعاك حين كتب أن تظهر في صورة عالمية في رحاب أسد بابل وفي جوار صاحبة العينين. اعترف يا جاهل بأنك كنت في إحدى لحظاتك أسعد القلوب

مولاتي صاحبة العينين:

أعترف بأني آذيتك بعض الإيذاء، أو كل الإيذاء؛ ولكن الشاعر مغفور الذنوب، لو تعلمين؛ وقد قرأ الناس مذكراتي في مجلة الرسالة فعرفوا من أنت. فهل أطمع يوماً في أن تعرفي من أنا؟ وهل يعرف زوجك المفاضل أنني شاعر لا يهمه غير أنس الروح بالروح؟

المهم عندي يا مولاتي أن يعرف أبناء العروبة أن الجمال غير مقصور على من أنجبت لندن وباريس وبرلين، وأن في بغداد ودمشق وبيروت ومكة والمدينة وصنعاء والقاهرة والإسكندرية والمنصورة ودمياط وتونس ومراكش والمقدس وما شاء الهوى من الحواضر العربية أروحاً فيها جمال وصفاء

مولاتي صاحبة العينين:

لست بالرجل الفاجر، كما يزعم المرجفون، وإنما أنا رجل شاعر يؤمن بأن من الوطنية أن يحبب العرب في بلادهم بالإشادة بما فيها من صباحة وملاحة وأخلاق

فهل أستطيع أن أمر على بلدكم الجميل في طريقي إلى مصر، مصر التي فيها الزمالك وحلوان؟ مصر التي فيها شارع فؤاد، والتي فيها الزيات ومحمد الهراوي ومحمد عبد الوهاب ومدحت عاصم والمخلوق السخيف الذي اسمه عبد الله حبيب؟ مصر التي فيها أحمد فريد رفاعي وطه حسين وإبراهيم مصطفى وأمين الخولي وعبد الحميد العبادي واحمد أمين؟ مصر التي فيها المكتبة التجارية والجامعة المصرية؟ مصر التي فيها هوى القلب وشفاء الفؤاد؟

مولاتي صاحبة العينين:

أنا أشرف من العصابة التي حرستك مني، فاسمحي لي بتقبيل قدميك قبل أن أموت، ولكن. . . ولكن. . . .

ولكن أينسيني حديث العينين وصاحبة العينين ما شهدت يوم زيارة القوة الجوية العراقية؟

إن تلك الزيارة تمثل روح العصر أصدق تمثيل، فقد كان المفروض أن يحلق في الجو

<<  <  ج:
ص:  >  >>